التشبع بحركات التنوير التي برزت في أوروبا، وعلى وجه التحديد في فرنسا، وما تلاها من رؤى فلسفية وفكرية لرموز مؤثرة تجاوز تأثيرها خارج حدود أوروبا، صدرت الينا من يحملون ثقافه مُهجنة متشبعة بأفكار لرموز وحركات تحرريه.
هؤلاء لم يلقََو إلا تصادمًا، وحجة من يواجههم أن من الصعوبة جعل الدين الإسلامي والذي أساسه التنوير، ومخاطبة العقل، والدعوة للعلم ، وعمارة الأرض مثل الديانة النصرانية المحرفة، والتي كانت الكنيسة فيها تُمارس دور الإرهاب ضد العلماء في مجالات علمية كان للمسلمين فيها قصب السبق .
ربما إن بعض مفكري ومثقفي العرب ركنوا إلى مرحلة من التاريخ الإسلامي والعربي كان الركود العلمي والمعرفي سمة بارزة؛ ونتيجة لهذا عمموا ما حدث في فترات زمنية من الخبوء على أنها ملازمة للإسلام والمسلمين، ويرون بالضرورة استنتساخ التجربة الأوروبية في عصر التنوير وعلمانية فرنسا بالتحديد واسقاطها على الدين الاسلامي .
هذه الدعوة ليست دعوة للتنوير في العالم الإسلامي والعالم العربي بل هي دعوة عبثية، ولو لم تكن كذلك لكان النجاح ملاحظًا وليس التصادم الذي نراه حتى هذه اللحظة .