لازال غياب الرمز الأهلاوي محيرًا، وهو محل استغراب الجميع الذي كان ولازال يتغنّى به جميع الأهلاويين بل إن البعض وصف الرمز بعرّاب الأهلاويين، وهو بلا شك يستحق كل صفة تدل على الرمزية في الأهلي كيف لا وخالد بن عبدالله الذي ارتبط اسمه بالنادي الأهلي؛ فهو السخي الكريم الذي كان يغدق على الأهلي بلا حساب؛ ولذلك عاش الأهلي في كنف هذا الرمز فترة طويلة من الزمن لم يشتكِ من الأزمات المالية التي كانت تمر بكل الأندية السعودية حتى عام ٢٠١٦ الذي كان عام فرح لكل أهلاوي بعد تحقيق الثلاثية التاريخية، وعام حزن بعد أن أعلن الرمز ابتعاده عن الوسط الرياضي مبررًا ذلك بعدم القدرة على الاستمرار، وقرب الخصخصة فقد أعلن عن تكفله بتصفية كل المستحقات والديون؛ ليكون الأهلي الأقرب للخصخصة.
هذا الابتعاد الذي كان صداه بمثابة وقوع الصاعقة على كل الأهلاويين وعلى كل محبيه في الوسط الرياضي، كنت أتوقع أن الغياب مؤقت، ولكن للأسف طال الغياب، وكل ركن في البيت الأهلاوي يحن إلى هذا الرجل، ولو تكلمت حيطان وأسوار النادي الأهلي بكت، وأبكت كل أهلاوي حزنًا على فرق الرمز؛ وكأن حال لسانهم عد فنحن اليوم أشد احتياجًا لك من الماضي.
كيف ابتعد ولماذا هذا السؤال حير كل أهلاوي، ولو فرضنا أن الرجل ابتعد عن صخب الرياضة بمحض إرادته، وعدم قدرته على الاستمرار لماذا انقطع دعمه عن النادي الأهلي ولماذا لم يبقَ كعضو ذهبي داعم هناك كثير من الأسئلة لن يجيب عليها إلا رمز الأهلاوية بعيدًا عن التكهنات، ولابد أن تظهر حقيقة هذا الابتعاد، وإن طال الغياب !
بقي القول:
أكتب والدمع في محاجر العيون
مهما كتبنا وتحدثنا عن هذه الشخصية التاريخية في الرياضة السعودية؛ فلن نوفيه حقه وهو الذي وضع استراتيجية وهيبة واستقلالية للنادي الأهلي دفعت كثيرين لحب الأهلي من أجله وبسببه بكل حكمة، وصمت بعيدًا عن ضجيج الإعلام.
أما أنا فسوف أعيش على الأطلال كلما تذكرت هذا الرمز، وتذكرت كلمته المشهورة “لامكان لتصفية الحسابات في الرياضة”،
وسوف أعيش على أمل عودته إلى معقل الملوك قلعة الكؤوس النادي الأهلي .