المقالات

المتقاعدُ كنز الوطن ودرعه الحصين

منذ أن تأسست هذه الدولة العظيمة على يدي مؤسسها الملك عبد العزيز- رحمه الله- حتى هذا العهد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين محمد بن سلمان – حفظهما الله- والمواطن الكريم وكل من يقيم على أرض هذا الوطن المعطاء، يعيش في أمن وأمان ورخاء واستقرار، وفي كل عام يشهد هذا الوطن المزيد من الرقي والتطور والازدهار ورغد العيش.

ومن عظيم حرص هذه القيادة الرشيدة أنها تسعى جاهدةً؛ لتحقيق ما يعود بالنفع على أبناء الوطن في شتى أمور حياتهم وآخر ما اتّخذته قيادتنا الحكيمة تخصيص وظائف قطاعاتها الحكومية، وقد كان الجميع ينتظر بكل لهفة وشوق معرفة ما يحمله هذا القرار من إيضاحات وتفاصيل.

إلا أنه بكل أسف ظهر بعد كل ذلك حديث صادم لمسؤول عبر قناة الوطن القناة السعودية التي يشاهدها آلاف البشر؛ حيث لم يكن الأستاذ نادر الوهيبي موفقًا في ظهوره، وما تطرق له في ثنايا حديثه عن رواتب الموظفين، وماقاله عن أن تقاعد الموظف مبكرًا ثم العيش طويلًا، وما يترتب على ذلك من استنزاف للصندوق التأمينات الاجتماعية.

هل يعقل أن يصدر هذا التعبير من شخص مسؤول محسوب على جهة تعمل في خدمة المواطن؟

أليس هذا المسؤول سيصبح متقاعدًا في يوم من الأيام؟
ألا يوجد لديه طرق لحل مشكلة إدارته بطرق علمية بدلًا من استفزاز من أفنى حياته في خدمة دينه وقيادته ووطنه بكل أمانة وإخلاص!!!

ولو استعان بأحدهم لوضع خطط ناجحة لحل مشكلته ولوجد من يضع له الحلول التي تُكتب بماء الذهب فلا يظن الوهيبي أو غيره أن المتقاعد إذا ترجّل عن صهوة حصانه سيفقد مكانته وخبرات المكتسبة بل إنه كنز من كنوز الوطن وموسوعة علمية بما يملكه من خبرات اكتسبتها من خلال مسيرته العملية يستنير بها الأجيال جيلًا بعد جيل.

من هنا من خلال هذا المنبر الإعلامي أوجه رسالة حب وتقدير وفخر واعتزاز إلى أولئك المخلصين من أبناء وبنات مملكة الخير والعطاء، فقد أفنيتم زهرة شبابكم في خدمة الدين ثم المليك والوطن عملتم بكل أمانة وإخلاص وتفانٍ كلًا في مجال عمله ومسؤولياته، ومهما أبعدتكم الظروف عن ميدان العمل سيبقى الولاء والإخلاص لوطنكم وقيادتكم شعاركم الأبدي الذي تتوارثه الأجيال من بعدكم؛ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وستبقون أبناء الوطن المخلصين وما التقاعد إلا مرحلة انتهت لسببٍ من الأسباب، أما أنتم فالكنز الثمين والدرع الحصين لوطنكم بخبراتكم العملية وولائكم الصادق، ولن تضيركم الأحاديث العابرة؛ فقد حفرتم في سجل وصفحات التاريخ ما يكفي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button