المقالات

قصة سد النهضة

سد النهضة والأزمة بين كل من مصر والسودان مع دولة إثيوبيا من أجل هذا السد ممكن تصل الأمور بين مصر وإثيوبيا إلى ما تُحمد عقباها؛ فما أهمية هذا السد؟
من المعروف أن مياه النيل تتدفق من الأراضي الأثيوبية، وتمر على عددٍ من الدول (11 دولة وتُسمى دول حوض النيل) وأكثر الدول تضررًا من هذا السد ‎مصر و‎السودان.

كانت أثيوبيا منذ سنوات تسعى لبناء السد، ولم تستطع ذلك لأسباب متعددة، وكانت مصر حازمة في قراراتها، وتُهدد بقصف أي مشروع ينفذ من قبل إثيوبيا.

لكن بعد تنحي الرئيس الراحل ‎حسني مبارك عن الحكم في فبراير 2011م، أعلنت إثيوبيا في نفس الشهر عن عزمها إنشاء سد على النيل الأزرق، والذي يُعرف بسد هيداسي على بعد 20-40 كم من الحدود السودانية بسعة تخزينية تُقدر بحوالي 16.5 مليار متر مكعب أسند إلى شركة ساليني الإيطالية بالأمر المباشر، وأطلق عليه مشروع إكس وسرعان ما تغير الاسم إلى سد الألفية الكبير، ووضع حجر الأساس في الثاني من أبريل 2011، ثم تغير الاسم للمرة الثالثة في نفس الشهر ليصبح سد النهضة الأثيوبي الكبير، وهذا السد هو أحد السدود الأربعة الرئيسية التي اقترحتها دراسة مكتب الاستصلاح الأمريكيUSBR وهذه الدراسة كانت (بين عامي 1956 و1964 بتحديد الموقع النهائي لسد النهضة الإثيوبي على مجرى النيل الأزرق)، ولم تنفذ منذ ذلك الوقت لأسباب متعددة، ومنها حسب ما ذكره رئيس تحرير الأهرام: (مبارك أخبرني بأن مصر ستضرب سد النهضة فور إنشاء قواعده).

ولكن الفكرة قديمة، وليست جديدة كما أشرنا ولكن ما الذي حدث بداية من 15 يوليو/تموز 2020؛
إثيوبيا تُعلن بدء عملية ملء السد.

22 يوليو/تموز 2020:
إثيوبيا تُعلن أن الملء السنوي الأول لسد النهضة قد تحقق.

4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020:
إعلان فشل مفاوضات سد النهضة.

21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020:
السودان يُعلن رفض المشاركة في جلسة مفاوضات حول سد النهضة.

8 ديسمبر/كانون الأول 2020:
وزير الخارجية المصري سامح شكري يُعلن تعثر مفاوضات سد النهضة.

9 ديسمبر/كانون الأول 2020:
السودان يُعلن أنه سيكون الأكثر تضررًا في حالة فشل محادثات سد النهضة.

19 إبريل/نيسان 2021:
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يقول: إن السودان سيستفيد من الملء الثاني الذي سيحدث في يوليو/ تموز المقبل.

7 مايو/آيار2021؛
الحكومة السودانية تقول: إنها قادرة على منع إثيوبيا من المضي قدمًا في خطط الملء الثاني للسد.

30 مايو/آيار 2021:
السيسي يزور جيبوتي، وقالت القاهرة: إن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية، والأمنية، والعسكرية.

وتُعدّ جيبوتي خامس دولة مجاورة لإثيوبيا – بعد السودان وأوغندا وبوروندي وكينيا- تعزز معها مصر تعاونها العسكري. كما أجرت مصر والسودان 3 تدريبات عسكرية مشتركة حملت أسماء: “نسور النيل 1” و”نسور النيل 2″، وآخرها استمر حتى نهاية مايو/آيار باسم “حُماة النيل”.

9 يونيو/حزيران 2021:
اجتماع وزراء الخارجية والري في مصر والسودان حول سد النهضة، وهو الاجتماع الذي قال فيه مسؤولو البلدين إن المفاوضات وصلت “إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي”.

وقفت المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية مع الموقف المصري السوداني، وشددت السعودية على ضرورة استمرار المفاوضات بحُسن نية للوصول إلى اتفاق عادل وملزم بخصوص سد النهضة في أقرب وقت ممكن، وفق القوانين والمعايير الدولية المعمول بها في هذا الشأن، بما يحافظ على حقوق دول حوض النيل كافة في مياهه، ويخدم مصالحها وشعوبها معًا.
وفى عام 2021 ظهرت أهم مراحل السد والتصعيد ففي:
15 يونيو/حزيران 2021:
الجامعة العربية تُعلن دعم موقف مصر والسودان، وتدعو مجلس الأمن لبحث أزمة سد النهضة.

وقي 3 يوليو/تموز 2021:
السيسي يقول في كلمته التي ألقاها أثناء افتتاح قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الليبية إن “الدولة المصرية تتفهم متطلبات التنمية الإثيوبية ولكن يجب ألا تكون تلك التنمية على حساب الآخرين”.

وفي 8 يوليو/ تموز 2021:
مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة لبحث أزمة سد النهضة بناء على طلب مصر.
وهنا تظهر أهمية السد، ونأمل الذي تامله الشعوب المحبة للسلام، والذي مثله بيان وزارة الخارجية السعودية فى ضرورة العمل؛ لتحقيق مصالح الجميع.

محفوظ الغامدي

‏‏‏‏‏‏‏‏(باحث في الخطر الإيراني)‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ إعلامي وتربوي - ماجستير في التاريخ الحديث

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى