أ. د. عائض الزهراني

السعودية وعُمان تنمية وأمان

تتمتع المملكة وسلطنة عُمان بروابط وجدانية جذرية، ووشائج أخوية قوية، وعلاقات ثنائية وثيقة متينة مبنية على حقائق الجغرافيا، وحُسن الجوار، وتاريخ القومية العربية، ورابط الدين واللغة والموروث الاجتماعي، ووحدة المصير المشترك بين بلدين يسودها روح المودة والتسامح، والتعاون الأصيل.

ويأتي لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأخيه السلطان هيثم بن طارق في ظل تنامي العلاقات الأخوية بين القيادتين والشعبين، تهدف لمصلحة البلدين في المنطقة على مستوى الخليج والعالم العربي فهما يمثلان روح الاعتدال، ومسبار الحكمة، والرشد السياسي الناضج، والرؤية المرتوية بالحنكة العميقة في منطقة تعج بالتوترات والفتن والحروب والبلاء والوباء، ولقاؤهما سيثمر لمزيد من التنسيق والرؤية الثاقبة لمصلحة البلدين، وتجفيف منابع التوتر والخلافات في المنطقة، ويعزز مسيرة الأمن والاستقرار، والتنمية والبناء، والرفاه وتحقيق طموحات شعوب المنطقة.

تُشكّل العلاقات الأخوية واحدة من أنصع العلاقات من التفاهم والتجانس، والتنسيق السياسي المشترك إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية؛ متكئين على أرضية صلبة مشتركة من العلاقات الأخوية في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية عبر سلسلة من خطوات خطة التنمية الخمسية ‏المتنامية التي بدأت في الثمانينيات، وتطورت وتشاركت في الوقت الحاضر مع الأهداف والتطلعات المشتركة والمبادرات بين رؤيتي المملكة 2030 وعُمان 2040 المشتملة على العديد من المشاريع العملاقة، والمتنوعة والمتعددة في شتى المجالات.

إتاحة العديد من الخدمات والفرص النوعية التي يعوّل عليها مجلس التنسيق السعودي-العماني، وأبرزها تدشين مشروع المنفذ البري الذي يربط بين البلدين، ومن المتوقع أن يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، كما أن هذا المنفذ سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورًا بالطرق البرية في السلطنة، وصولًا إلى موانئها التي ستسهل تصدير البضائع السعودية للعالم.

يبتهجُ ويتطلعُ المجتمع الخليجي والعربي أن زيارة ولقاء أكبر دولتين في مجلس التعاون الخليجي سيكون لهما أكبر الأثر الإيجابي في نزع فتيل الحروب، وإبطال المؤامرات، والمشاريع التوسعية في البلاد العربية، وإرساء مناخ السلام والأمن والاستقرار الإقليمي، وأن يفتح آفاق أوسع، وأرحب بما يعود بالخير والرقي لشعوب المنطقة.

فاصلة
تستمر وتقوى العلاقة الصادقة الصافية التي يشترك فيها العقل والقلب والضمير ويربطها وشائج الاخوة والوفاء والمودة.

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button