هناك بعض الأمور التي يعجز عن وصفها البيان، ويتردد كثيرًا جدًا ولا ينطق بها اللسان، فكلما نظرت إلى الناس من حولي، أرى أناسًا يستولي عليهم حزنٌ عميقٌ، منهم المديون ومنهم المريض ومنهم من يُعاني الفقر وشظف العيش، ومنهم من لا يجد إلّا قوت يومه أو قد لا يجده.
تساءلت هل من الممكن أن يتكاتف الناس، ويضعون أيديهم يدًا بيد، وأخصُّ بالذكر الذين ينحدرون من جذرٍ واحد، يتفقدون أحوال من هم حولهم، يتلمسون حاجاتهم، لا أن تمضي بهم السنون كالغرباء، يعرفون بعضهم اسمًا وشكلًا ويجهلون بعضهم روحًا وقلبًا وعاطفة.
رجوت أن يبحثون عن احتياجات شبابهم ومتطلبات كبار السن فيهم، يعينون من هو بلا عمل، ويغلبون الديّن مع المديون، ويُجبرون المُعسر، يتساءلون عن حال الأيتام والأرامل والمطلقات، هل من مريض؟!، هل من يُعاني؟!، هل من يُبالي بأحوالهم؟!
كيف يكونون كالبنيان المرصوص وهم يتناسون بعضهم، وكأنهم يُبغِضون أن يستوون كأسنان المشط، واأسفاه إذا كانوا من أصل جذرٍ واحد، ومنهم من يتفيأون الراحة، ويتسنمون القمم، تاركين بينهم من تُلهبه حرارة القلق أو الخوف أو الضياع أو الكمد.
نسمع في المناسبات بعض الكلمات النبيلة والعبارات السامية، ولكنها تُزيف الواقع بأن يعيش الناس التلاحم بينهم في سويعات ثم يفترقون، ويتفرق كل ما قيل أو سُمِع في مهب الريح، أين الأفعال التي يكون لها أثر؟! ، الأفعال التي تُقصي الأنانية وتُعزز التكاتف والتكافل، وتُظهر المؤمن الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه. ألا هل نُبالي؟ … ألا هل نفعل؟
1
حقيقه ان استرسال رائع واختيار موفق اصبت القول