د.هاشم عبده هاشم

نحنُ وعُمان..شراكة هامة لحلحلة قضايا المنطقة

تكتسبُ زيارة سلطان عُمان للمملكة هيثم بن طارق أهمية متعددة الأبعاد، وتنطوي على دلالات ومؤشرات إيجابية لعلاقات ذات طبيعة خاصة بين بلدين يجمعهما مصيرٌ واحد، وجغرافيا مشتركة، وتجمع خليجي يحتاج إلى دفعة قوية؛ لتحقيق المزيد من الخير لدول وشعوب دول الخليج العربي، ومن ورائها دول وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، وكما هو معروف؛ فإن جلالة السلطان هيثم يقوم بهذه الزيارة للمملكة كأول زيارة خارجية منذُ تولي سلطاته في سلطنة عُمان، في شهر يناير من العام 2020م؛ ولذلك دلالة خاصة تطلبت البناء عليها بعد سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين الشقيقين، وإلى جانب ذلك فإن الشقيقة عُمان تقوم بدور محوري في حلحلة قضايا المنطقة، كالوضع في اليمن مستفيدة من موقعها الجغرافي وعلاقاتها بمختلف أطراف الأزمة، إلى جانب انفتاحها على بعض دول الإقليم وتعاملها معها.

وتُشكّل الزيارة أيضًا نقطة هامة في الاتجاه الصحيح؛ لتعزيز روابط الأخوة والعمل المشترك والثقة المتبادلة، وتطوير أوجه التعاون بين البلدين والشعبين الشقيقين بصورة أوثق وأكبر وأكثر تكاملًا، إن كان على المستوى الأمني، وعلى المستوى السياسي أو الاقتصادي، ومنها يؤدي في المستقبل القريب إلى زيادة شرايين الاتصال بيننا وبينهم، ربما يخلق مستوى أعلى من التنسيق، وتبادل المصالح بين بلدين وشعبين يجمعهما الكثير من الوشائح والأهداف المشتركة.
وسوف تشهد الزيارة افتتاح المنفذ البري بين البلدين، والذي تبلغ مساحته ٦٨٠ كم، ليُشكّل بذلك شريانًا حيويًا بين البلدين والشعبين، بدلالاته الاقتصادية والتجارية، والاجتماعية وحتى السياسية أيضًا.

ولا شك أن هذا الطريق الذي يختصر الزمن والمسافة، ويعود بمردود هام على الطرفين، سوف يكون منطلقًا لعمل مشترك أوسع تحققه الزيارة من خلال تأسيس مجلس أعلى للتعاون والتنسيق الشاملين بيننا وبين سلطنة عُمان؛ وذلك للمضي إلى ما هو أبعد عقب هذه الزيارة التي هيّأت المملكة كل الظروف الملائمة على مدى السنوات الأخيرة؛ نتيجة لتوفر القناعة التامة لدى المملكة والشقيقة عُمان بأن الوقت قد حان لتطوير أوجه التعاون والعمل بينهما، وبما يخدم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ويقوي أواصر بينهما، ويحقق التكامل المنشود.
وبكل تأكيد فإن المستقبل كفيل بتحقيق المزيد من الخطوات البنّاءة لصالح الكيان الخليجي، والتصدي للأخطار المشتركة بالعمل في كل اتجاه ووفق حسابات دقيقة.
وهناك شعور بالارتياح لهذا التحرك العُماني الإيجابي نحو المزيد من التلاحم مع محيطها الخليجي والعربي بكل انعكاساته الإيجابية على الجميع.
وهو ما سوف يعمّق لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بأخيه السلطان هيثم بن طارق في نيوم، كما سوف يعكس لقاء الضيف الكريم بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس المجلس الاقتصادي الأعلى، ومباركة القيادتين للقاءات الوفد المرافق بنظرائهم السعوديين على كافة المستويات؛ إيذانًا بمرحلة العمل الجديدة في الاتجاه الصحيح، وعلى جميع المستويات، وبما فيه خير دول وشعوب المنطقة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرًا د. هاشم على ‏هذه القراءة السديدة لمستقبل العلاقات العمانية السعودية المبنية على أساس من الاحترام المتبادل وعلى الثقة بين القيادتين الرشيدتين. ولا شك بأن نتائج هذا التطور‏ في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان سينعكس إيجابا على البلدين الشقيقين وعلى منطقة الخليج بشكل عام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى