عبدالله غريب

أدبي الباحة وجهة ثقافية جديدة !!

ملتقى الرواية العربية السادس الذي أقامه النادي الأدبي بالباحة تحت عنوان ” الرواية العربية من 2000-2020مملامح وآفاق ” لن أستعرض هنا ما تم من أعمال وجلسات ولن أعيد أسماء المشاركين ببحوثهم حول جدول أعمال الملتقى ومن تابع وتداخل وعلق فهم كثر ومن الأسماء الكبيرة سواء من داخل المملكة أو من خارجها ولكني هنا سأقف معكم على النجاح الذي تحقق في هذا الملتقى بالرغم من أنه كان عبر الشبكة العنكبوتية وبرنامج “زوم” الذي انطلق صيته بسبب فيروس كورونا الذي قطع أواصر عرى التواصل الحضوري لجميع الأنشطة العامة وربما حتى الخاصة تطبيقا لقواعد السلامة بعد ثبوت أنه من الأمراض التي تنتقل بواسطة المصافحة والتقارب البدني فأبطل كل ما يدعو للحضور بما في ذلك مواقع العمل التي استغنوا فيها بالمنصات والمشاركة عن بعد من باب تحصين المجتمع .
تذكرت خمسة ملتقيات سابقة بدأت قبل ما يزيد عن عقد من الزمن إذ راهن الكثير على أن ملتقى بهذا الحجم قد يتعثر على مستوى العالم العربي للرواية وهي في أوج نشاطها محليا وعربيا وعالميا كمنافس قوي للشعر إلا أن نادي الباحة الأدبي حقق نجاحا في ملتقاه الأول تبعه نجاحات في الملتقيات الخمسة التي تلته في تنوع في موضوعات وأسماء المشاركين والبرامج المصاحبة للملتقيات الخمسة التي شهدت حضورا مبهجا وتنظيماً رائعاً بجهود رئيس وأعضاء مجلس الإداراة وأسماء لامعة في سماء الرواية نتج عنها أسفارا من الكتب المطبوعة التي رصعت جبين المكتبة العربية وأرفف مكتبات الأندية والكليات المتخصصة وأصبحت هذه الكتب مراجع للباحثين في جميع الدول العربية التي شهدتها في معارض الكتب الدولية وكانت هذه الكتب وغيرها من إصدارات النادي ضمن الكتب المعروضة الناجحة .

النجاح الذي تحقق للرواية في عامها السادس يعتبر تتويج للنجاحات السابقة ليس في الرواية فحسب بل في جميع ملتقيات النادي في مجالات الشعر والقصة والمسرح غير النجاحات التي تحققت في نشاطاته العامة وطباعة ونشر الكتب التي حاز بسببها النادي على قصب السبق في احتفالات وزارة الثقافة وحققت بعض الكتب بواقع 10% من مجموع إصداراته جوائز محلية وخارجية فكانت سفيرة النادي المعتمد عند المؤلفين الذين جعلوا وجهتهم المختارة لطباعة مؤلفاتهم في الأنساق الأدبية المختلفة نادي الباحة مما حقق له سمعة طيبة على كافة المستويات الأدبية والثقافية بل وأصبح وجهة أدبية وثقافية لاعتلاء خشبة القاعة الثقافية التي تعتبر جوهرة القاعات بمساحتها الواسعة وجمال ديكوراتها وتنظيمها وخدماتها اللوجستية بفضل الله ثم بفضل ما قدم رجل الأعمال الشيخ سعيد العنقري الذي شطب جميع مباني النادي بما في ذلك القاعة التي سميت باسمه كأقل واجب نظير دعمه السخي .

كنا ومازلنا نود مساواة قاعات الثقافة بالملاعب الرياضية وبصالات الفنون المتنوعة وببعض قاعات الحفلات التي سمح فيها بالحضور ولو لأعداد محددة مع الأخذ بجميع التدابير التي تسمح بالحضور للمثقفين والأدباء أسوة باللاعبين مثلا و بجمهورهم في المدرجات وهو حق مكتسب من التسهيلات الممنوحة لأي مواقع تجمع الناس ومنها الحدائق والمطاعم والمولات وأماكن التنزه وحتى لا يغيب المثال فما نراه اليوم في غابات التنزه في المنطقة لا يمكن مقارنته بحضور منظم داخل قاعة محاضرات أو قاعة أمسيات شعرية ممكن وضع جميع الاحترازات اللازمة ولكن حتما لن يكون الزوم أفضل من الحضور للمشاركين الذين سيطلعون على تنمية المنطقة ومواقعها الأثرية والسياحية وسينقلون ما يرون لمناطقهم ودولهم لاسيما وأن الملتقى السادس أقيم في وقت تشهد المنطقة كثافة عددية من العائدين للاصطياف من أمهات المدن وبعض دول الخليج والعالم العربي بوجه عام نتمنى أن تقوم نشاطات النادي مستقبلا حضورية مع وضع الاشتراطات اللازمة وفي طليعتها من تحصنوا من الفيروس وبهذا يكون للنشاط نكهته الثقافية الخاصة .

طبعا النادي الأدبي بالباحة حقق سمعة في الأوساط الثقافية والأدبية في الداخل والخارج من خلال ما نشر عنه من تقارير وأخبار وتغطيات وتسجيلات بعضها مصور وأصبحت الباحة عبر هذا النادي وجهة ثقافية كما هي وجهة سياحية بفضل ما تشهده من تطوير وتمية ضمن مناطق المملكة إلى جانب طبيعتها وجغرافيتها المتميزة وجوها المعتدل وإنسانها الكريم الذي شهد إشادة من سمو أمير المنطقة في لقاء متلفز قبل أيام وباعتبار الثقافة هي الواجهة الحقيقية لأي مكان من خلال حواضنها فاعتقد أن النادي الأدبي هو الحاضن الذي يمكن إيصال الرسالة للمجتمعات خارج الباحة ولا ننسى جمعية الثقافة والفنون التي تشكل الثنائية مع النادي بما تقدم من جهود لخدمة المنطقة عبر برامجها الناجحة نرجو من وزارة الثقافة أن تحقق هذه المطالب التي قد تشترك فيها جميع الأندية الأدبية الثقافية في المملكة حتى وإن كانت هذه المطالب تنطلق من الباحة .

ولا يفوتني أن أقدم الشكر لكل من ساهم في نجاح الملتقى السادس للرواية بدءا من رئيس النادي الشاعر حسن الزهراني ومعاونيه الشاعر مسفر العدواني والقاص محمد زياد والشكر لقطبي نجاح الربط والنقل عبر برنامج ” زوم ” الموظفين بالنادي علي البيضاني وطلال الغامدي والشكر الخاص للاعلامي النشيط محمد البيضاني الذي كان خلف التغطيات الإعلامية ومتابعة الجلسات بدءاً من حفل الافتتاح وحتى الاختتام .
وختاما نقول كل عام وأنتم بخير ونادينا الأدبي بالباحة مصدر لكل خير.

انعطاف قلم :
عتبي على شركات الاتصال بالباحة حيث تم ويتم نقل فعاليات النادي عبر الفضاء من خارج مقر النادي الذي كلف تشييده أكثر من عشرين مليون ريال ومع هذا لا يستطيع النادي بث مشاركاته عبر البرامج الحديثة رغم وقوعه في أعلى قمة حول المدينة والسبب ضعف وصول خدمة الاتصال والإنترنت كما ينبغي ! فهل سيصل صوتي نيابة عن الثقافة والمثقفين وجمهور النادي ويتم دعم الموقع ببرج لاسيما وأن حوله مباني خدمية ومنها الكلية الأهلية التي ليست أوفر حظا ربما من النادي ! فهل من مدّكر !!؟؟

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button