أخطبوط الصحراء من الظاهرة إلى الأحساء

يُعد الطريق الجديد بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان من المشاريع التنموية الجديدة التي ستُسهم في ربط البلدين بعضهما ببعض بطريق حيوي متكامل الخدمات، يشقُ صحراء الربع الخالي التي كان السير عبر كُثبانها الرملية يُعد مغامرةً محفوفةً بالكثير من المشاق والمخاطر؛ نظرًا للتضاريس الجغرافية الصعبة التي يمرُّ عبرها هذا الطريق مما سيوفر الكثير من الوقت والجهد على المواطنين الراغبين في التنقل بين البلدين، كما أن هذا الطريق يُعد منفذًا حدوديًا مهمًا يربط مباشرة بين محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ومحافظة الظاهرة في سلطنة عُمان.

وقد أُطلق على هذا الطريق مسمى منفذ الربع الخالي أو منفذ رملة خيلة نسبةً إلى منطقة رملة خيلة الموجودة على الحدود العُمانية ومنفذ الربع الخالي نسبةً لصحراء الربع الخالي في الجانب السعودي، ويُعتبر هذا الطريق المنفذ الوحيد الذي سيختصر المسافة بين المملكة والسلطنة بشكل كبير؛ حيث قُدرت المسافة التي يختصرها بحوالي ثمانمائة كيلومتر؛ وخاصة إذًا ما علمنا أن عملية التنقل بين البلدين، كانت في السابق تُحتم على المسافرين المرور الإجباري عبر منافذ دولة الإمارات الشقيقة، ومن ثمَّ الوصول إلى إحدى الدولتين، وهو ما كان سببًا في إهدار الكثير من الوقت والجهد، وصرف المزيد من الأموال حتى الوصول إلى إحدى الدولتين.

لذلك فإن افتتاح هذا الطريق العملاق سيُسهَّل على المسافرين عملية التنقل بين البلدين، وسيكون له الدور الأكبر في انسياب الحركة التجارية، وسرعة وصول البضائع والسلع، كما سيكون محفزًا لعملية التبادل التجاري بين البلدين، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع نحو مائتين وخمسين مليون دولار، ويرجع ارتفاع التكلفة إلى مرور الطريق على الكُثبان الرملية الهائلة في صحراء الربع الخالي التي كانت تُمثل تحديًا لصعوبة أعمال التشييد، والبناء بين تلك الكثبان الموحشة إلا أن إرادة الحكومتين القوية جعلت من المستحيل ممكنًا، ومن الصعب سهلًا فتحقق هذا الإنجاز العظيم بفضل من الله ثم بفضل قادة البلدين.

ومن المتوقع أن يجني أبناء ومواطنو البلدين ثمار هذا المشروع العملاق خلال فترة وجيزة من افتتاحه؛ وخاصة من قطاعي التجارة والسياحة فهما سيشكلان مجالًا خصبًا للنمو الاقتصادي بين الحكومتين، وتُعد قطاعات النقل، والمواد الغذائية، والبناء والإنشاء والبتروكيماويات والإلكترونيات من أهم التبادلات التجارية التي ستتمُّ عبر هذا الطريق؛ بالإضافة إلى قطاع السياحة الذي يُعتبر من القطاعات الحيوية على مستوى السعودية والسلطنة بحكم ما تتمتع به مدن ومحافظات البلدين من طبيعة ساحرة ومناطق سياحية جاذبة لكافة أبناء الخليج العربي.

وخزة قلم:
أعمال الصيانة الدورية للطريق تتطلب جهودًا كبيرة من البلدين؛ لذلك أقترح تحويل الصحراء إلى واحة غناء بتشجير جانبي الطريق ضمن مشروع الشرق الأوسط الأخضر !