للمرة الثانية على التوالي تأتي فريضة الحج لهذا العام في ظل أوضاع صحية عالمية استثنائية بسبب فايروس كورونا ( كوفيد19). والحج حدث عظيم على نفوس وقلوب كل المسلمين في شتى أنحاء العالم وجاءت هذه المناسبة الخالدة بصورة حزينة تؤلم فؤاد كل مسلم يأمل فيه أكبر عدد من المسلمين القيام بأداء الفريضة بكل اطمئنان ولكن للضرورة أحكام وفي مقدمتها ضرورة السلامة الصحية. فقد اقتصر مجمل أعداد الحجاج حاليًا على (60) ألف حاج فقط من المواطنين والمقيمين عبر برنامج إلكتروني بحت، ووفقاً للأنظمة الرسمية ومن أهم تلك تطبيق الاحترازات الصحية من أخذ الجرعات اللازمة من اللقاح الصحي وغيره.
و كالمعتاد انطلقت الاستعدادات، وتكاملت المجهودات للجهات الحكومية من وزارة الداخلية، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وغيرها من الجهات المعنية من تقديم الخدمات المختلفة؛ لتسهيل أداء شعيرة الحج لجميع الحجيج. فهذه وزارة الداخلية أصدرت القوانين والتعليمات، وأظهرت كامل استعدادتها في الطرقات السريعة والميادين والشوارع من تقديم المساعدات الأمنية، ومن تنظيم حركة السير، والعمل على تسهيل وصول المركبات إلى المسجد الحرام، والمشاعر المقدسة، ووزارة الصحة جندت الأطباء والفنيين والإداريين وهيأت المستشفيات، والمراكز الصحية؛ لتقديم الخدمات الصحية لكل حاج، مع توفير اللقاح، ووزارة الحج والعمرة قامت بتجهيز مراكز الاستقبال، والمخيمات للحجاج وفقا لإجراءات التباعد الاجتماعي اللازمة، واشتراط أخذ الجرعتين لكل حاج، وبدء حملة توعوية لضيوف الرحمن، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام عملت على تهيئة أماكن العبادة داخل البيت العتيق، إضافة لتوفير عبوات من ماء زمزم، وهكذا ينطبق الحال على بقية الجهات الأخرى.
إن شرف خدمة الحجيج هو شرف متأصل لقادة هذه الدولة _حفظهم الله _ ومواطنيها لايدركه إلا منصف وعادل، ولايجحده إلا لئيم وحاقد. فقد اعتاد ولله الحمد كل مسؤول وحتى المواطن منذ زمن بعيد على بذل كل مايستطيع تقديمه من خدمات متواصلة لاينتظر فيها شكر، ولا يرغب فيها بإشادة. فهي خدمة على مر الزمان وفي كل الأحوال متوارثة من شخص لآخر لا يفتر فيها العزم، ولا يتأخر فيها العمل، ولا يُعرف السأم والملل نفوس القائمين عليها. وسنسمع كالعادة أصوات الحاقدين الدفينة، ودعاوى الكاذبين الباطلة ولكن لن يبقى حديث حقير تحت شمس شرف جديد قائم لشرف قديم دائم في ظل توفيق وسداد من المولى عز وجل لبلاد طيبة ومباركة. وسيكون حج هذا العام آخر حج يأتي على هذا الوضع الاستثنائي بعد زوال المسببات بمشيئة الله تعالى وكل دعواتنا بحج مقبول لحجاج بيت الله الحرام.
نسأل الله أن يحفظ هذا البلد من كل حاقدولئيم وان يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار…وان يحفظ ولاة امرنا وان يهيئ لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.