دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة، ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطنًا مباركًا هو أثمن من البترول، ففيه الحرمين الشريفين، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول.. هذا ما استشرف به القائد القوي الذكي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الأمين محمد بن سلمان -يحفظه الله- إعلان رؤيته الذكية التي وضع نصب عينيه فيها عامل نجاحنا الأول عُمقنا العربي والإسلامي، وإننا قبلة أكثر من مليار مسلم. وحين تصدق النوايا تتعالى الهمم وتتسخر الأفكار والأيدي والقدرات، فكان التحول الرقمي والإســتراتيجية الوطنيــة للبيانــات والــذكاء الاصطناعــي من أهم إستراتيجات تلك الرؤية البصيرة، التي سبقت وتنبأت بضرورة المسارعة بالتحول الرقمي في جميع المجالات والقطاعات، وقد كان.
فكان التحول الرقمي في خدمة الحجاج من أهم القطاعات الحيوية التي سبقت وبادرت على هذا التحول الذي كان تعيين أستاذ الحاسب الآلي ووكيل التطوير الدكتور عبدالفتاح مشاط نائبًا لوزير الحج أول إشارات القوة والتوفيق في هذا التحول في ذلك المكان، مما جعل الوزارة مستعده تقنيًا تحت أي ظرف كان؛ وذلك ما أثبتته في نجاح حج العام الماضي، رغم تفشي الكورونا وعدم وجود اللقاحات، وكذلك تثبته هذا العام برقمنة العمل في مختلف قطاعات وإدارات الوزارة، لتفاجئنا بما هو أكثر بوجود نظام إلكتروني ذكي يسمح للتقديم والحجز الإلكتروني السريع لمن تتحقق فيهم شروط الحج لهذا العام.
وما هذا إلا بداية لحج استثنائي ذكي، ميسر ورحيم لمن لم يسبق لهم الحج. كذلك استخدام البطاقات الذكية في توزيع الحجاج ما بين الحملات المشاركة، وربطها مع أنظمة “توكلنا وأبشر”، وهي تعمل من خلال أجهزة الخدمة الذاتية بقراءة معلومات الحجاج، ومن ثم إرشادهم إلى مساكنهم، والدخول إلى المرافق المختلفة، والتعرف على نقاط التجمع، وتمكنه من اختيار وجباته اليومية، كما تعمل على الحد من الحج غير النظامي. لتتوالى المفاجآت الذكية للتحول الرقمي في خدمة الحجاج بانطلاق مشروع سوار الحاج الذكي “نسك” بنسخته التجريبية الذي دشنه صاحب السمو الملكي أمير منطقه مكة المكرمة خالد الفيصل -يحفظه الله-، بمبادرة من برنامج خدمة ضيوف الرحمن، وهو أحد برامج رؤية ٢٠٣٠، ويرأسه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، -يحفظه الله- بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا، كما وظفت هيئة الإعلام المرئي والمسموع التقنية في إصدار التصاريح إلكترونياً في موسم حج هذا العام وغيرها من الوزارت التي سخرت التقنية في خدمة الرحمن.
يتم ربط ذلك السوار بهاتف الحاج، ويتم استخدامه بوجود خدمات الإنترنت، وسيتم توزيع خمسة آلاف نسخة لتجربته هذا العام.
السوار الذكي يقدّم العديد من الخدمات الهامة للحاج مثل:
1. عرض الحالة الصحية في “توكلنا”.
2. طلب المساعدة الطبية.
3. قياس نسبة الأكسجين في الدم.
4. قياس معدلات نبض القلب.
5. طلب المساعدة التوجيهية.
6. طلب المساعدة الأمنية، والإبلاغ عن حالة أمنية.
7. المساعدة في التفويج.
8. استقبال الرسائل التوعوية للحاج.
تلك الخدمات يتم ربطها بمركز القيادة والسيطرة الذي يضم جهات أمنية، وجهات صحية ووزارة الحج لمتابعة كل ما يحصل للحاج من خلال تلك الساعة؛ وبذلك تستطيع تلك الجهات اتخاذ الإجراءات المناسبة لخدمة الحاج مباشرة في حين استقبال التنبيهات والطلبات.
التحول الرقمي في خدمات الحجاج لا يقتصر فقط على مثل تلك المبادرات الذكية، لكن استخدام الذكاء الاصطناعي والرقمنة في خدمة الحجاج منفعة لا تنتهي، وتبقى مملكتنا العظيمة تعمل على تيسير الحج من خلال برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي يتطلع إلى أن يبلغ عدد الحجاج في عام ٢٠٣٠ إلى 30.000.000 معتمر بسعة قصوى 6 ملاين حاج كمستهدف لعام 2030 حسب الرؤية.، وهو سيكون -بإذن الله- ما دمنا كقيادات ومسؤولين، نسير على منهج إسلامي واضح ورؤية بصيرة ذكية تعمل على أن يصبح كل شيء ذكيًا ويسيرًا.
————————-
كلية الحاسبات وتقنية المعلومات
جامعة الملك عبد العزيز-رابغ