شوية صراحة
اعتاد المجتمع السعودي بقيادته الرشيدة في مثل هذه الأيام من كل موسم على تلقي تهنئتين:
الأولى: بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك.
والثانية: بمناسبة نجاح موسم الحج.
ولا شك أنها تهانٍ مفرحة ومُبهجة لكل محب، وهذا من فضل الله علينا وعلى قادة هذه البلاد أعزها الله (قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) الآية.
بعد توفيق الله يمكنني القول:
إن التخطيط الدقيق والعمل الدؤوب، والاستفادة من الخبرات السابقة هي من جعل بلادنا -ولله الحمد- محل إشادات وإعجاب الملايين من الشعوب بما فيهم قاداتهم ومسؤوليهم؛ وذلك نظير ما شاهدوه ويشاهدونه كل عام من نجاحات مبهرة في إدارة الحشود المليونية من الحجاج في مساحة ضيقة جدًا لا يصدقها إلا من تمكن أداء الحج!
أكاد أجزم أن الكثير من الدول المتقدمة والمتقدمة جدًا قد تقف عاجزة عن إدارة حشود أقل بمئات المرات من أعداد حجاج بيت الله الحرام، ورأى ويرى الجميع ما يحدث من فوضى عارمة في الدول المتقدمة عقب المناسبات الرياضية والأحداث العنصرية وغيرها، والتي قد تُكلف تلك البلدان الكثير من الجهد والوقت والمال لاستعادة توازنها، فما بالكم عندما تكون الأعداد تفوق الثلاثة ملايين والمساحة لاتزيد عن ٦ كيلومترات!
وهذا ليس انتقاصًا من قدرات الآخرين بقدر ماهو ثقة مشاهدة، وواقع ملموس تحدث به القاصي والداني من مشارق الأرض ومغاربها.
فحُق لي ولك أيها المواطن السعودي أن تُفاخر بما مدحك به الآخرون من دول العالم! وأن تقول: نعم هنا التحم القائد مع شعبه في جسدٍ واحد، وتكاتفت الجهود من مختلف الوزارات والمؤسسات بل والأفراد المتطوعين؛ لأن الضيف (ضيف الله)، والبيت (بيت الله) فتفانت تلك الجهات في نيل شرف الخدمة فكان النجاح حليفها كالمعتاد.
لله درك يا بلادي! لم تنهرْ منظومتكِ الصحية، وأنتِ ترعين قُرابة ٣٥ مليون نسمة على أرضك!
لله درك يا بلادي استطعتِ أن تضيفي لنجاحاتك الفريدة في مواسم الحج نجاحًا أعظم وهو: تسيير أمور الحج في ظل جائحة كورونا التي شلّت اقتصاد وصحة وأمن العالم بأسره، رغم مراهنات جهلاء العقول ومرضى النفوس على تعثر موسم الحج في ظل الجائحة!
وهاهو الحج يسجلُ موسمين مبهرين في ظل الجائحة، ويخسر من أولئك المعتادين على (توسد الخسائر).
نفخر لأن الله جعلنا خدامًا لضيوفه، ونهنئ أنفسنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وسمو الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على نجاح هذا الموسم الاستثنائي من مواسم الحج.
بصوتٍ خفيف:
يؤمن العاقل بأن الخطأ وليد العمل، فطالما يعمل الإنسان فهو عُرضةٌ للخطأ، إلا أن الفرق بين المجتهد والمتصيد أن المجتهد يصنع من ذلك الخطأ سلمًا يرتقي بقدراته من خلاله إلى الأعلى، أما المتصيد فما زال في أسفل السلم ينفض عن وجهه غبار أحذية الصاعدين.
—————
جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
فعلا نجاح لهذه البلاد أعزها الله وأيدها بتوفيق من الله عز وجل ثم بتخطيط وعمل دؤوب بقيادة واعية فشكرا لقادتنا وكل من أسهم في نجاحاته وشكرا لك يادكتور محمد على هذا المقال الرائع .