المقالات

مخاطر الدراما السعودية على أمن الوطن والمواطن

ربما ينظرُ البعضُ إلى ثقافة الدراما السعودية التي ظهرت مؤخرًا من خلال إنتاج مسلسلات وأفلام الإثارة والرعب لتلك الأحداث السلبية لبعض أفراد المجتمع السعودي التي توارت خلف أستار التاريخ بأنها من أدوات القوة الناعمة للمملكة العربية السعودية، وعلى أنها وسيلة سباق للحاق بركب العالم المتقدم في إنتاج الدراما العالمية.

وربما لم ينظروا إلى مساوئ ومخاطر ذلك في رسم الصورة السيئة والسلبية عن المجتمع السعودي في نظر وعيون المشاهد الأجنبي المقيم في الداخل والأجنبي في الخارج الذي ترسخت لديه أنماط سيئة ماكرة ومغلوطة عن المجتمع السعودي، اجتهد في ترسيخها الإعلام الخارجي المُعادي بكل ما أوتي من قوة.
وها هي الفرصة تتجدد الآن من خلال تأصيل ذات الصورة السلبية في أنظار وأفكار المشاهد الأجنبي دون وعي وتفكير وإدراك عن تأثير ذلك على أمن وسلامة المواطن السعودي في الخارج؛ وخاصة لأبنائنا الطلاب والعاملين والسائحين الذين سيُنظر لهم بنفس النظرة التي صورتها تلك المشاهد الإجرامية التي ستؤدي إلى مزيد من الشحن السلبي والنظرة السيئة ضدهم الذي ينعكس على سلامتهم وأمنهم، فكما نعلم أن المشاهد الأجنبي، ولا سيما الغربي يتأثر سلبًا بالإعلام الموجه الذي سيتخذ من أحداث تلك الدراما السعودية (العاصوف – جهيمان – رشاش) نفقًا ينفذ من خلاله وبؤرة يصطاد فيها ما تعجز عنه الخطط التقليدية من تحقيق الانتصار في استهداف المجتمع السعودي وقيادته.
وربما يُقلل البعض من أهمية تأثير هذا الجانب السلبي على سمعة وأمن وسلامة السائح والطالب والموظف السعودي في الخارج، وهو لا يعلم أن إنتاج هذه الدراما ربما يكون لها أهداف أخرى إستراتيجية؛ حيث لا يستبعد أن تكون مقدمة لإنتاج بعض الأحداث التي تنتقل من مستوى استهداف سلبيات بعض الأفراد إلى استهداف سلبيات تناحر بعض القبائل، وكذلك استهداف الأحداث السياسية المحلية في الحقبة الماضية التي ستؤدي إلى إثارة العنصرية والطائفية والنعرات القبلية في وقت نحن فيه بحاجة إلى تقوية روابط التفاف المجتمع مع بعضه ومع قيادته ودولته، وفي وقت نحن فيه بحاجة إلى المحافظة على نجاح تلك الجهود التي بُذلت في تحسين الصورة السلبية التي ترسخت في الخارج في حين أن إنتاج مثل هذه الدراما تنسف كل الجهود التي بُذلت في تحسين الصورة لدى المجتمع الغربي.
والتفكير العقلاني لمن هو قادر على الاستنباط والتحليل لاستشراف الأهداف الخفية من إنتاج مثل هذه الدراما هو أن يطرح أكثر من علامة استفهام؟ ويتساءل أليس لدينا المخزون التاريخي المشرف من البطولات والإنجازات التي تُمثل فضيلة وشهامة ومكارم أخلاق الشعب السعودي وقيادته؟ بدلًا من تلك الأعمال السيئة التي أخرجت سوءة السوء من صور البغاء، والخيانة، والسفاح، والسلب، والنهب والإرهاب.
أليس إنتاج مثل هذه الدراما ستكون هدية ثمينة للحاقدين والمتربصين على تأكيد رمي المواطن السعودي وقيادته بالتهم الباطلة، وتشويه صورتهم أمام العالم؟ ومنح الفرصة للمنظمات والهيئات والجهات التي تتربص بالمملكة وقيادتها وشعبها، فهل هناك وقفة جادة لإعادة النظر ومراجعة إنتاج مثل هذه الدراما السلبية التي تؤثر على الأمن الوطني؟

Related Articles

13 Comments

  1. كلام صحيح سعادة اللواء محمد بن فريج في أن نشر مسلسلات لجوانب سلبية يعتبرها الاعلام الذي يبحث عن كل شاردة وواردة ضدنا ) وكأننا نسدد أهدافا لصالح المتربصين ؛ بأيدينا لا يبد عمر- كما يقول المثل-
    وعلي اعلامنا الرسمي التنبيه ؛ ومنتجي المسلسلات والافلام التفكير فيما فيه مصلحة الوطن قبل العالمية وتسلمون
    المستشار النفستربوي د.محمداحمدالمنشي- الرياض

    1. كل الشكر والتقدير والدعاء لك اخي سعاد الدكتور محمد المنشي على المرور العطر بهذه الاضافة الجميلة وارجو وانتظر الى تفاعل امثالك من ابناء الوطن المخلصين من الكتاب والمختصين والخبراء في تناول هذا الجانب من جميع جوانبه فما اخشاه هو ان تكون هذه الدراما الحديثة هي مقدمة لمزيد من اظهار بعض الاحداث السلبية لافراد المجتمع وللقبائل وللاحداث الساسية الخاصة والعامة واخراجها بطريقة دس السم في العسل للنيل من المملكة وقيادتها وشعبها
      حفظ الله بلادنا وقيادتنا وشعبنا من كل سوء ومكروه
      ونتأمل ان يعاد النظر في انتاج الدراما التي تتناول الجانب المشرق والمشرف للمملكة وقيادتها ورموزها وشعبها

  2. كتبت فأجدت وأفدت ياسعادة اللواء وقد أعجبني مقالك مما حدا بي الى التغريد به ونشره في أكثر من موقع .

  3. حقا كتبت سعادة اللواء ولكن يقينا المجتمع السعودي هو للحضارة عنوان ودمت وهذا القلم ..
    الشاعر عماد أحمد كبيسي

    1. كل الشكر والتقدير والدعاء لك شاعرنا القدير عماد الكبيسي
      على مرورك العطر ولأن المجتمع السعودي وقيادته هم للحضارة عنوان كتبت هذا المقال ما أجمل اللحظة التي نورني فيها حضور قلمك

      1. سعادة اللواء
        شكرا لك على هذا المقال الجيد الذي اللهدف منه زيادة اللحمة الوطنيه متمثلا في فضح أهداف تلك الدراماء المخجلة في عصر التقدم والازدهار لهذه البلاد القائدة للعالم الاسلامي والعربي

        1. وشكرًا لك انت على كرم المرور والمشاركة بالرأي والدعم الثقافي والوطني حفظك الله سعادة الاستاذ سلطان

  4. كل الشكر والتقدير والدعاء لك اخي سعادة اللواء عبدالله بن سالم المالكي على مرورك العطر ودعمك الثقافي الوطني

  5. تسلم ويسلم لسانك استاذي الغالي طرح متميز لاصحاب العقول ونتمنى من إعلامنا ان لم يدافع عنا. لا يكون ضدنا

    1. ويسلم مرورك الكريم سعادة الاستاذة رحمه القرني وكل الشكر على كرم منحي هذه المساحة من التقدير والدعم الفكري والثقافي والوطني جزاك الله خير

  6. ‏حين يكون الفنان عاجزاً عن تصوير مجتمعه تصويراً مشرفاً يبدأ في تصوير سلبياته ليعظم فيه روح الانهزامية .
    لو انك يا سيدي تتابع الافلام الامريكية علي سبيل المثال فلن تجد فيها ما يرسخ سلبيات امريكا و لا مجتمعها _ و قس علي ذلك اوروبا _ بل ترسخ كلها مفهوم روح المواطنة و الانسجام و التسامح و نصرة المستضعفين في الارض و التفوق العسكري و الامني و العلمي و الانتصار علي الارواح الشريرة حتي لو كان مصدر تلك الارواح الشريرة ” ابليس ” بذاته .

    فنانونا اليوم يعتقدون ان تصوير تِلك الخيبة ستصنع منا و منهم اشخاصاً عظماء و لهذا يرون ان الحصول علي الجوائز العالمية لا يبدأ إلا من لحظة الوصول الي المكان الذي لا يصل إليه الشيطان اما بقصص تمجد الاجرام و المجرمين و اما بقصص تافهة و سيناريوهات رخيصة او بكؤوس نبيذ و عدسات كاميرات داعرة .
    تحياتي

    1. صح بوحك سعادة المستشار محمد علي الفريدي وما كتبته تعليقاً على مقال اخي وزميلي سعادة اللواء محمد الحارثي هو في الحقيقة إضافة وطنية جميلة نتمنى الإنتباه لها من زملائنا المثقفين المتخصصين في صناعة الأفلام بمختلف انواعها وشكراً جزيلاً لكم .

      1. شكراً لك استاذي الكريم سعادة المستشار اللواء/ عبدالله سالم المالكي علي كلماتك الجميلة التي لم تكن بالنسبة لي يوماً ما منك مستغربة ، و شكراً لسعادة اللواء/ محمد الحارثي لكتابته هذا المقال الذي استفز به قلمي فجعله يعود للكتابة من جديد .
        تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button