في البدء يجب أن نعترف بأن الكثير من المنتمين لجماعة الإخوان يمتلكون ثقافة عالية، ونفوذًا وتأثيرًا لا يُستهان به وحضورًا في وسائل إعلام، وندوات فكرية كُبرى، وحضور مؤتمرات، ويقدمون نظريات اجتماعية، وثقافية، وسياسية، واقتصادية، وحلولًا ذات قيمة؛ لكن جماعة الإخوان تحوَّلت من جماعة إصلاح لجماعة تُمارس التصادم مع الدولة كما حدث في مصر (الناصرية)، وحين بدأت تصدر أفكارها التصادمية والمواجهة فقدت مصداقيتها حتى في الرؤى الإصلاحية في المجالات التي أشرت إليها آنفًا، وربما أن كثيرًا من الرؤى الفكرية يرى بها خصوم جماعة الإخوان، ويمارسونها.
أستطيع أن أقول: إن مشكلة جماعة الإخوان الوحيدة التصادم مع الدولة في صورتها الحديثة، وكذلك إيمانهم بأفكار ماضوية يريدون إعادتها للعصر الحديث، وهو من الصعوبة وقد يستنزف من الأمة مقدراتها، ويجعلها في صراع بيني يُبرر للتدخلات الخارجية من القوى الكبرى لها أطماعها في الأوطان العربية على وجه الخصوص، ووهن الأمة العربية لو حدث يُبرر التدخل والسيطرة مجددًا واستعمار جديد بوجه مختلف.