اختص الله -عز وجل- أماكن، وجعل لها خصوصية وقدسية لا تتوفر في غيرها، فحازت على شرف المكان على مدى الأزمان لما تحويه من أماكن لها مكانة في نفوس المؤمنين في كل أرجاء المعمورة، كما ارتبطت بقدسية تلك الأماكن أزمنة معيَّنة، جعل الله فيها عبادات مفروضة لا تصح في غير تلك الأماكن كالعمرة والحج .
ومن هذه الأماكن المقدسة مكة المكرمة التي لها مكانة خاصة في قلوب المسلمين قاطبة، فهي مهبط الوحي على خاتم الأنبياء محمد – صلى الله عليه وسلم -، فيها نزل القرآن الكريم، ومنها انطلقت رسالة الإسلام السمحاء إلى مختلف أصقاع الأرض، كما أنها تُعد مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم حيث تهفو إليها القلوب، ويتوجه إليها المسلمون في صلواتهم، وهي موطن العبادة والإنابة، فيها أول بيت وضع للناس الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا، وهي البلد الأمين الذي يأتيه الخير والرزق استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) (البقرة: 126)
ومن هذا المنطلق القدسي وهذه المكانة العظيمة التي تتميز بها مكة المكرمة عن سواها من مدن مملكتنا الحبيبة؛ وانطلاقًا من حرص أمير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل؛ فإننا نجده -رعاه الله- وفي أكثر من مناسبة يؤكد على أن لمكة المكرمة أهمية خاصة؛ كونها تضم قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم بل إنها تُعد النافذة التي يُقاس من خلالها التقدّم الذي وصلت إليه المنطقة بأكملها، لأنها الوجهة التي يقصدها ملايين الزوار في موسمي الحج والعمرة؛ حيث تعكس الصورة الحقيقية لما وصلت إليه المنطقة من البناء الحضاري والمعرفي إنسانًا ومكانًا .
لذلك فإنه مما يثلج الصدر ويدعو إلى الاعتزاز والفخر ما نشاهده في كل موسم عمرة أو حج من جهود ملموسة للأمير خالد الفيصل؛ حيث يكرس جل وقته في متابعة كل الترتيبات بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة، ويقوم -حفظه الله- بجولات ميدانية سنوية على كافة المرافق والمشاعر المقدسة من أجل الاطلاع على كافة الخدمات التي ستقدم لضيوف الرحمن خلال تلك المواسم، وكذلك يقف سموه على جاهزية جميع الإدارات الحكومية والخاصة لمتابعة آليات العمل التي عادة ما يوجه فيها سموه بضرورة تقديم الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام بأرقى جودة وأعلى مستوى يتواكب مع مكانة المملكة الإسلامية والعالمية فمكة المكرمة أشرف البقاع وأفضلها، وخير البلاد وأكرمها.
وخزة قلم..
المكانة التاريخية والإسلامية لمكة المكرمة تحتم على أهلها والمسؤولين فيها الحفاظ على الهوية الإسلامية والقيم الدينية والأخلاقية التي تفرضها قدسية المكان في كل زمان .