الأحواز أو الأهواز دولة عربية مستقلة منحتها بريطانيا بعد احتلالها لإيران عام 1925م كما منحت فلسطين لليهود، والذي كان جزءًا من العراق ثم أصبح إمارة مستقلة عنه، وآخر حكامه الأمير خزعل الكعبي، ويقع في شمال الخليج العربي، وأهم المدن به الأهواز والمحمرة والفلاحية وغيرها، وينتج 70٪ من نفط إيران وأرضه زراعية خصبة، وتجري بها عدة أنهر .
وقد قامت إيران بتغيير اسمها إلى خوزستان، وعملت وفق خطة مُمنهجة لطمس الهوية العربية لهذا الإقليم، فقامت بمنع تعليم اللغة العربية ومنع استعمالها، ومارست سياسة تغيير ديموغرافي بتسكين آلاف المزارعين الفرس بالإقليم، وتهجير الآلاف من سكانه العرب في أسوأ تمييز عرقي بغيض ضد أبناء الإقليم حتى في التعليم ودخول الجامعات وفي الوظائف وغيرها، ومنعت بناء المساجد وأغلقت ما كان منها قائمًا، ولم يشفع لهم أن أغلبهم على المذهب الشيعي، ولكنها عنصرية عرقية بغيضة وكره للعرب منذ عهد الخليفة الراشد/عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأخيرًا تجفيف الأنهار أو تغيير مساراتها، وأهمها نهر كارون الذي حوَّلت السلطات الإيرانية مساره بعيدًا عن مناطقهم مما أصاب السكان في مقتل، وقطع أرزاقهم بموت المزروعات والمواشي والأسماك وتجويع السكان؛ لتضطرهم على الهجرة منه .
عمَّت مظاهرات حاشدة واحتجاجات غاضبة في الإقليم، وتعدته إلى أماكن أخرى، ووصلت حتى العاصمة طهران، ووقعت مصادمات عنيفة مع قوات الأمن نجم عنها وفيات وإصابات عدة، وهي مستمرة بالأحواز منذ أيام، ولم تكن هذه المظاهرات هي الأولى إذ سبقتها مظاهرات متكررة بأعوام مختلفة تحركها العنصرية والتهميش والظلم، ولكن كل هذه المظاهرات لم تسترعِ اهتمام المنظمات الدولية ولا الإعلام العالمي، بل على عكس ذلك تم تغييبها عن السطح وتجاهلها .
إذًا لماذا هذا التعتيم الإعلامي؟ ولماذا هذا السكوت من قبل المنظمات العالمية؟ ومن الدول التي تدعي أنها حامية للسلم والسلام العالمي؟ وأين حقوق الإنسان التي يتبجح بها الغرب؟ ثم دول الجوار لإيران ما الذي يجعلها تلتزم جانب الصمت هي الأخرى والحياد مع هذه المظاهرات؟ ولم تنبس ببنت شفة، ولما هذا الاحترام لدولة مارقة عن القانون وسجلها دموي ويداها ملطخة بدماء الأبرياء، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، فلماذا لا تُستغل هذه المظاهرات وللمعلومية، فإيران تتشكل من أقليات غير متجانسة كثيرة مع العرق الفارسي، فهناك الأذرية والكردية والعربية والبلوشية وغيرهم، وما يزال السؤال مطروحًا..لماذا غض الطرف عن إيران وتصرفاتها المخالفة للقانون الدولي والسلم العالمي؟ وماهو ثمن ذلك التغاضي؟ وماذا تقدم إيران من خدمات لكي تلقى هذه المعاملة التفضيلية؟!
علامات تعجب كبيرة واستفهام تستدعي أصحاب البصائر أن ينظروا إلى أين تتجه سهام أعداء الأمة، وسهام إيران، ومتى ينصف التاريخ عرب الأحواز؟!
حقوق الإنسان أكبر كذبة خدعتنا بها دول الاستعمار قديماً و حديثاً ، و من تلك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ، خرج الظلام و سيطر علينا و من حبنا له استهلكناه ، لان الظلام كان فكرة داكنة جديدة تقمصناها لنهرب به من بياض وجوهنا الي طرقات التشرد و التشرذم و الغياب .
لا تقدم و لا تأخر سياستها القديمة مع فلسطين او الاحواز فما تريد ابتلاعه تبتلعه في أي وقت و لو كان في وضح النهار .
اما نحن العرب فنتمسك بالتاج البريطانى ليس حباً فيه و لكن لكي لا نتوه في دول الجوار كلاجئين مشردين ، لا مأوى لنا نأمن به علي انفسنا الا تحت ظل هذا التاج ، فالتخبط من حوله مشقة و موت محتم ، هكذا تعلمنا من آلة الحرب و الاستعمار و من صراعاتنا القديمة من أجل البقاء ، نعرف انه لن يتحرر قدسنا و احوازنا بصلبانه و لا بمناجل روسيا التي كلما أشعلت مصابيحها في شوارعنا عادت مظلمة .
خطط دول الاستعمار في كل أصقاع الارض يا سيدي مكشوفة لجميع شعوب العالم ، فان كنت لا تستطيع رؤيتها من شدة سواد غابة الأشواك المنتشرة من حولنا فنواياها تسبقها بأقل من دقيقة.
تحياتي