لا شك أن مبادرتي المملكة العربية السعودية التي أعلن عنهما سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- وهما “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” ذات أبعادٍ استراتيجية هامة، وتُمثّل طموحًا كبيرًا لا حدود له، لأهداف عالية المستوى لحماية الطبيعة، ورفع الغطاء النباتي، ومقاومة تدهور الأراضي، ومكافحة التلوث البيئي والاحتباس الحراري؛ لتقليل انبعاث الكربون، والحفاظ على المناخ وحماية الحياة البحرية…والمبادرة تعكس الاهتمام الكبير من الأمير محمد بن سلمان بالبيئة عمومًا، وحرصه الشديد للحفاظ عليها.
كما أن حماية البيئة نظام أساسي اهتمَّت به المملكة ضمن خطتها المستقبلية، وقد نصَّت الرؤية على حماية الشواطئ، والمحميات والجزر وتهيئتها؛ ليتمكن الجميع من الاستمتاع بها.
وتسعى الدولة بجهود موفقة وخطوات حثيثة بأسلوب علمي وعملي بما يحقق نقلات نوعية في هذا الإطار؛ لحماية البيئة بشكل جيد لإيجاد بيئة صحية آمنة ونظيفة لكل من يعيش على أراضيها ومياهها من الأحياء..وذلك بالعمل على الحد من التلوث وإدارة المخلفات، وتدوير النفايات، ومقاومة ظاهرة التصحر، والاستثمار الأمثل للمياه المعالجة…
وهذه المبادرة النوعية التي تُعد أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم تتطلب تنسيقًا دوليًا في السنوات القادمة؛ لحماية الأرض ومكافحة التلوث، وتقليل انبعاث الكربون للحفاظ على المناخ.
ولعل زراعة المستهدف 50 مليار شجرة في دول الشرق الأوسط (أوربت الجديدة) يحقق النتيجة المطلوبة -بإذن الله.-
ومع الإرادة القوية والإدارة الحكيمة ستحقق بلادنا نقلات غير عادية، وقفزات سريعة برفع نسبة المناطق المحمية في الدولة، وزيادة الغطاء النباتي من خلال زراعة 10مليارات شجرة، وهو أمر يتطلب تعاونًا كبيرًا من جميع المواطنين مع الجهات الرسمية للوصول إلى الهدف المنشود، ولا شك أن الجهات المعنية تبحث عن الأشجار الملائمة للبيئات عندنا لاستزراعها في بلادنا.
وقد يكون من المستحسن الاهتمام بزراعة شجرة “البان” “المورينقا”، والتي يطلق عليها اسم الشجرة المعجزة على نحوٍ كبيرٍ جدًا لعدة أسباب، لعل أهمها ملاءمتها لبعض بيئات المملكة الصحراوية والسهلية والساحلية، وسرعة نموها، وكونها لا تحتاج إلى وفرة ماء ولا الكثير من العناية، والأهم من ذلك؛ لأنها ذات قيمة دوائية وغذائية عالية، وقد تُرجّح حسب أهميتها لأن تكون الأولى بين الأشجار المطلوب زراعتها في المملكة.