تكاثفت جهود الجهات الحكومية كالمعتاد في موسم حج هذا العام ١٤٤٢هـ وتناغمت فيما بينها؛ لتقديم أرقى الخدمات في مجال الأمن والصحة وفي مجال النقل والإسكان وغيره من المجالات الهامة. وفي المجمل موسم حج ناجح بحمد الله وفي جميع الأماكن المقدسة بدءً من المسجد الحرام ومن ثم إلى مشعر عرفات ومزدلفة ومنى حتى مغادرة الحجاج مكة المكرمة والعودة إلى مقر إقامتهم في مختلف مدن المملكة. ولاجديد يذكر بفضل المولى عز وجل تحت شمس الجهود المباركة، ثم بفضل السواعد السعودية القوية. وليس من المستغرب أن تبدأ الخطط التشغيلية لحج العام القادم من حيث انتهت خطط هذا الحج المنصرم فأصبح هذا العمل الجبار هو عمل يتوارثه جيل بعد جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ومن الجهات الرسمية الفاعلة أمانة العاصمة المقدسة والتي تقدم مشكورة خدمات جليلة لضيوف الرحمن في مختلف المواقع.. ولكن نتوقف قليلاً معها عند مكان بارز وتحديداً جبل عرفات حيث مايلفت النظر في هذا الجبل هو وجود التشوه البصري ويتمثل بالكتابات غيراللائقة وهذا الحدث هو ما أوجد الضجر والألم في صدر المواطن عبدالعزيز حبحب حيث يقول: في موسم حج هذا العام ١٤٤٢هـ ظلت الكاميرا تنقل أحداث اليوم العظيم وبدأ التركيز أكثر على جبل الرحمة وكم كنت أتمنى أن لايكون التركيز على محور ذلك الموقع؛ لأنة غير مهيأ مع الأسف لذلك العرس الإسلامي الكبير والذي يشاهده أكثر من مليار مسلم. لقد شوه العابثون بشخبطات أكاد أجزم أنها لم تسلم منها أي صخرة في الجبل. كنت قبل عقود أرى ذلك المعلم العالمي الإسلامي المشهور وقد اكتسى شاخصه بلونه الأبيض الناصع وسلالمه بالأصفر؛ استعداداً لاسقبال ذلك اليوم العظيم وهي ملاحظة أُهديها الى معالي أمين العاصمة المقدسة استعداداً للعرس القادم إن شاء الله تعالى.
إن من المأمول من الإدارة المختصة بأمانة العاصمة المقدسة العمل على إزالة تلك التشوهات البصرية بصورة دورية وخاصة بعد أداء فريضة الحج حيث تزداد التشوهات أكثر مما كانت عليه من قبل. وبالإمكان في حال الرغبة في المشاركة مع الآخرين الاستفادة من الجهات ذات المسؤولية الاجتماعية كمراكز الأحياء بمكة المكرمة وغيرها من الجهات الأخرى وهي بلا شك على أتم الاستعداد؛ لخدمة هذا المكان البارز من خلال كوادرها التطوعية. وحقيقة هذه التشوهات وعقب المعاينة المباشرة يلاحظ أنها منتشرة بصورة مؤسفة جداً من أدنى جبل عرفات وصولاً إلى الشاخص في الأعلى والذي لم يسلم بكتابات لا معنى لها سوى تشويه هذا المعلم، مع أهمية وضع لوحات توعوية واضحة للجميع تحث على أهمية التقيد بالسلوك الحسن في عدم العبث في هذا المكان التأريخي في حين لاينبغي أن تصدر أساساً من حاج أتى بغرض أداء شعيرة عظيمة وهذا ما نرجوه.