أبطال الصحة وباب المسجد المغلق

كنتُ يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر ذي الحجة ١٤٤٢هجرية، في مركز لقاح كورونا بمطار الملك عبدالعزيز، وقد لاحظتُ ما يفتخرُ به ويسرُّ الناظرون، من جهد وترتيب ومرونة وسلاسة وتنظيم متكامل، والكل يعملُ ببشاشةٍ وترحابٍ ونفس طيبة، من أول موظف في الاستقبال إلى آخر موظف في التوديع ..
شباب وفتيات كلهم شعلة نشاط تتشرفُ بهم وزارة الصحة وتفخرُ بأعمالهم، يتحركون ويخدمون بشكل جماعي وروح معنوية عالية، وحُسن تعامل مع المراجعين أعجز أن أوصفه في هذا المقال المختصر ..
عندما لاحظتُ هذا التميز في أداء العمل بجميع تفاصيله، تمنيتُ أن تكون هذه الحالة خارطة عمل، وإجراءات دائمة ومتواصلة في جميع أعمال وزارة الصحة، وليست مقتصرة على مركز لقاح كورونا فقط، نعم هذا هو أملي وأمل كل أفراد المجتمع السعودي، فالعمل الإيجابي الناجح يمكن تطبيقه بسهولة بالإرادة والعزم والإخلاص، وهذا المركز الواقع في مطار الملك عبدالعزيز دليل على إمكانية تعميم التجربة على جميع أنشطة وزارة الصحة ..
وأمام هذا الجهد الرائع والتنظيم غير المسبوق، لاحظتُ النقيض تمامًا في أمر آخر؛ حيث حان أذان المغرب عندما غادرتُ الصالة بموقع اللقاح، وقبل وصولي لسيارتي في الموقف، أردتُ التوجه لمسجد المطار المعروف الواقع في واجهة الصالات على نهاية المواقف، كي أصلي مع المصلين، وفي نفس الوقت استغربتُ لعدم سماعي صوت الأذان، فقلتُ لنفسي – وأنا في طريقي للمسجد – ربما مكبرات الصوت لا تعمل، وعندما وصلت باب المسجد صُدمت؛ لأنني وجدته مقفلًا ومسلسلًا من الخارج بسلسال حديد، ورأيتُ المصلين أمام الباب يفترشون سجاجيدهم ويؤدون الصلاة جماعة، فصليتُ معهم وأنا أفكر في أسباب غلق المسجد مع وجود الناس المراجعين لمركز اللقاح على مدار الساعة !!
بعد أداء الصلاة، سألتُ الرجل الذي صلى بجانبي عن أسباب غلق المسجد؟!
فقال لي: المسجد مغلق من شهر رمضان، وربما من قبل رمضان ..
سؤالي ليس لوزارة الصحة فليس هذا من مسؤوليتهم، ولكني أسأل وزارة الشؤون الإسلامية بصفتها الجهة المختصة والمعنية بأمور المساجد، هل من إجابة؟
خصوصًا وأنه لا يوجد ما يدل على أي إصلاح أو توسعة في المسجد تستدعي هذا الإغلاق الغريب !!