حمد الكنتي

الأنثى التي نُريد!

في فترة الشباب يتطلع الكثير من الشباب والبنات الى التعارف على عوالمهم المختلفة وبدون أي فلترة في الاختيار! فتجدهم يسيرون بسرعة عالية نحو السباق الفضولي الذي يتطلعون فيه الى فك شفرات بعضهم البعض، ويتربصون فيه الى لحظة الاقتراب أكثر فأكثر! بدون وعي منهم لمخاطر كل ذلك.

فمنذ أن تتفجر فيهم طاقة الحياة، ويتحولون من أطفال الى شباب وبنات يشرعون في التعامل مع أسرار ومفاجآت الجسد وأسئلة الفكر وتطلعات غرائز الرغبة، وغيرها من اللحظات الجديدة التي تغشى حياتهم، وتجعلهم يحاولون استعراض أجسادهم أمام الجنس الآخر ظناً منهم أن جمال الجسد والشكل هو أهم مفتاح للوصول.

ولكن كلما كبروا في العمر كلما ضاقت دائرة الأنثى التي يريدون بسبب نقاط التفتيش التي تضعها الحياة في طريقهم، والموانع التي يضعها أهاليهم أمامهم! ليتفاجؤوا حينها بأن الأمر لا يتعلق بتعارف أنثى أو ذكر بقدر ما يرتبط بمفاتيح أخرى مثل: “النسب، والجهة، واللون، والمستوى المادي، والعمر، ووجود تجربة سابقة من عدمها” وغيرها من العراقيل التي لا تنتهي! والتي غالباً تُصيب الشباب والبنات بصدمة تجعلهم يُعيدون النظر في مستقبل الارتباط.

نعرف جميعاً أن الأنثى موجودة في كل مكان تماماً كما هو حال شقيقها الرجل، ولكن الذي علينا معرفته هو أن العقد والميثاق الغليظ سيكون على واحدة من بين كل تلك الاناث، وهي الأنثى التي وجدت المفتاح، وأصبحت رفيقة الدرب وشريكة الحياة.
وبعد وجودها تُطفأ كهرباء جميع الرغبات عنهن، وتنتهي القصص التي بدأت أو لم تبدأ معهن، وتقف تجارب الماضي عند بوابة أساطير الأولين، وتتكسر قواربهن المُتربصة عند شموخ سفينة الحياة، وتتجه مساراتهن نحو عوالم أخرى يؤدي النصيب فيها دوره على أكمل وجه.

حكمة المقال
مهما حاولت أن تبحث بفضول عن التقوقع في زحمة نون النسوة، ومهما ضحكت لك هذه أو تلك، ومهما سُحرت برائحة الاجساد المختلفة، ومهما انبهرت بالأقمشة المتنوعة، ومهما فُتنت بثورة العطور الأخاذة، ستبقى هناك أنثى واحدة هي التي تُشكل حقيقة كل ذلك هي الأنثى التي عندما تعود لمنزلك تمد يدها لك لتواصل معها بناء كيان الحياة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button