كلمة مكة

المملكة تتبنى الحوار

انتهجت المملكة العربية السعودية الحوار طريقًا لتقريب وجهات النظر، وتعزيز المشتركات، وتضييق الخلافات. كانت البداية داخليًا من خلال مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وما أفرزه من نتائج إيجابية مؤثرة على تماسك المجتمع السعودي، وانسجام توجهاته الفكرية، وتعميق انتمائه. تلا ذلك جهود دولية؛ لدفع التقارب بين الأديان لينعكس إيجابًا على السلم العالمي، ويبني جسورًا للتواصل بين الشعوب واتّباع الأديان المختلفة، ويخلق مناخًا مريحًا للتعاون بين الأمم في جميع المجالات.

الخبرة الثرية للمملكة في هذا المجال خلقت سمعة إيجابية لدى الآخرين لتكون خبرات المملكة في هذا المجال مطلبًا للكثير من اتباع الأديان والطوائف المختلفة فملتقى المرجعيات العراقية الذي نظّمته رابطة العالم الإسلامي مؤخرًا هو انعكاس لخبرات المملكة العالمية في مجال الحوار، ودليل ساطع على الثقة والتقدير الذي أصبحت بلادنا تمتلكه من اتّباع المذاهب والأديان المختلفة. الحالة العراقية تُعبّر عن اختلافات ذات جذور تاريخية وأبعاد عقائدية وسياسية، لكن المملكة لم تتردد في تبني حوار بين أطيافها المختلفة يضيق الهوة، ويساهم في حالة انسجام تنعكس على عموم المجتمع العراقي؛ ليكون التوافق بين المرجعيات الدينية قاعدة صلبة للتآخي والسلام بين جميع طوائفه.
البيان الختامي كان ملفتًا وعكس حالة التوافق بين المشاركين؛ بخاصة ما يتعلق برفض خطاب الطائفية والكراهية وإعطاء الأولوية في الخطاب الديني والإعلامي لإعلاء كلمة التوحيد، وتعزيز وحدة الكلمة وحفظ هوية الوطن، ورفض الإرهاب بجميع أشكاله والتركيز على فقه السلم وترشيد الفتاوى في نطاق الضرورات الخمس والتوصية بإنشاء لجنة تنسيقية للتواصل والحوار مع رابطة العالم الإسلامي؛ بهدف متابعة تنفيذ التوصيات، وتعزيز استمرار التنسيق والحوار.

التوصيات قوية ومباشرة، وتعكس رغبة جامحة لدى المشاركين بإنهاء الخلافات، وتبني مظلة واحدة يصطف الجميع تحتها لخير دينهم ودنياهم. الشكر لله أولًا وسيذكر دائمًا لقيادة بلادنا على تبنيها مثل هذه الفعاليات الهامة؛ ولرابطة العالم الإسلامي التي أصبحت هيئة فاعلة بتبنيها مشاريع حقيقية للنهوض بعالمنا الإسلامي وقيادته نحو التوافق والتآخي والوحدة.

Related Articles

One Comment

  1. هاذا ما يحتاجه المجتمع

    الحوار الهادف الذي يظهر بصوره مجتمعية راقية وفكر بناء يخدم الجميع بكل تصوراته وحوارات للخروج بأجمل الأفكار ونجاحها بالعمل وبالتوفيق للجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button