طالبان جماعة إسلامية، قامت بأفغانستان على أنقاض حرب أهلية بين المجاهدين الأفغان الذين طردوا الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وقد عملت في حكمها غير المستتب طقوسًا متطرفة وممارسات مشوهة، وبأسلوب بدائي لا يتفق مع الزمن الحديث ثم احتضنت الجماعات الإرهابية، وشكلت ملاذًا آمنًا لها، وأوت العديد من رؤسائها ومنظريها.
وبعد 11 سبتمبر شنَّت الولايات المتحدة الأمريكية حربًا على طالبان؛ لأنها لم تسلم لأمريكا من تتهمهم أمريكا بالمسؤولية عن تلك الجريمة، واحتلت أفغانستان، ولكن ثمة ملاحظة هنا وهي أنه لما دخل الجيش الأمريكى أفغانستان، اختفت طالبان بقضها وقضيضها دون مقاومة للمحتلين الجدد أو جهادهم، وحكمت أمريكا أفغانستان حوالي 20 سنة، وأقامت حكومات محلية بانتخابات رسمية، واستمر الحكم والأمر، وفجأة وبدون مقدمات تعلن الانسحاب من أفغانستان، وتُعيد طالبان بعد أن تم الترتيب معها وتسليمها البلد بعد انسحابها وانسحبت تاركة ورائها أرتالًا من الأسلحة والذخائر والمعدات لتستلم الحكم طالبان، وتدخل كابل بأمن وسلام .
هذا السيناريو الذي حدث يُثير علامات استفهام كبيرة وكثيرة، وترك الأسلحة والذخائر بهذه السهولة يذكر بترك الجيش العراقي الأسلحة والذخائر بأمر من نوري المالكي لداعش التي ارتكبت الجرائم المروعة بحق المسلمين.
هناك أكثر من علامة استفهام كبيرة حيال ما يحدث في أفغانستان:-
لماذا انسحبت أمريكا بهذه الطريقة وهذه السرعة؟
لماذا تركت هذه الأسلحة والذخائر والمعدات؟
كيف اختفت طالبان حين دخل الأمريكان أفغانستان وكيف ظهرت حين أعلنت أمريكا الانسحاب؟ أين كانوا؟!
وأين الحكومة المدنية الأفغانية المعترف بها عالميًا والمنتخبة؟ ولماذا تفاوضت أمريكا مع طالبان ولم تتفاوض معها؟
ماذا كانت تعمل أمريكا في أفغانستان لمدة عشرين سنة؟
هل تطول شماتة روسيا والصين بأمريكا من هذا الانسحاب أم أن الأحداث تُخبئ لهما أمورًا أخرى؟
ماهي خطط طالبان وماهي أهدافها وهل ستصبح حكومة مدنية أم ستظل جماعة عشوائية توغل في تشويه الدين الإسلامي السمح؟
هل ستنفجر حربًا أهلية بأفغانستان لتلتهم ماتبقى من المجاهدين؟
وبالعودة لعنوان المقال فبعد داعش هل تكون طالبان إحدى حبائل (الشيطان الأكبر لأمريكا كما تُسميها حليفتها إيران) لأهل السنة، فلم ينبئنا التاريخ أن العدو المحتل يخرج بسلام.
ما يلوح بالأفق أن هذه الأحداث نذر شر وشؤم للسنة وأهلها ومزيدًا من تشتيت، وتفتيت البلاد الإسلامية السنية، وإضعافها وتمهيد الطرق للوصول لقلب العالم الإسلامي، ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) (الأنفال: ٣٠)) .
1
الحكومه الأفغانيه السابقه لطالبان بكل هذه السهوله سلمت كل شي اتوقع فيه شي غريب ومنسق من قبل…….
الله يحمينا ويحمي المسلمين