السعي بهمة عالية؛ لبلوغ المناصب القيادية العليا، والاجتهاد بالتحصيل العلمي والخبرات المختلفة والحصول على الشهادات العليا؛ لبلوغ المسميات والرتب أمرا محمودا يسعى له الكثير وخاصة لخدمة الدين والمليك والوطن. والمواطن وكل من يطأ أرض هذه البلاد المباركة وكل منا يكتب له مانوى في دينه ودنياه.
ولكن هناك مناصب غير تلك المناصب وقد يجمع بينهما بتوفيق الله للعبد. أما المناصب العليا والتي قد تنال بدون شهادات وخبرات…بالمعرفة والعلاقة الوطيدة مع ذي الجلال والإكرام وذلك باليقين وحسن التوكل وإخلاص الطاعة وصدق المحبة للمولى عز وجل(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).
نعم هي تلك القلوب التي طارت للسماء وتعلقت بخالقها بمجاهدة النفس والدنيا وزخارفها؛ لنيل رضى الله عز وجل لكي تظفر بالمراتب العليا منطلقةً من قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ). فيمشون على طريق المحجة البيضاء لايزغون عنها حتى يتصفون بصفات عباد الرحمن في الأرض كما ذكرت في كتابه سبحانه وتعالى….يؤدون الأوامر ويجتنبون النواهي القولية والفعلية… ويزداد الاقتراب من الملك الحق بجميع أنواع النوافل حتى يبلغوا فخامة المكانة بمحبة الله.. فإذا ثبتت المحبة نسأل الله لنا ولكم ذلك الفوز العظيم كما ورد في الحديث القدسي: (قَالَ رَسُول اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: “مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ”).
فكم من أصحاب لهذه المكانة معروفون في السماء مجهولون في الأرض… نالوا هذا الشرف العظيم من الله عزوجل بفخامة هذه المكانة والجاه الذي لايرد عند ذي القوة المتين بعدما أعطوا الثقة الربانية بإن يكون جبار السموات والأرض بجميع حواسهم وجوارحهم ويعطيهم مايسألون من خيري الدنيا والآخرة، ويعيذهم من كل شر من الإنس والجن فهل هناك فخامة للإنسان أعظم من هذه الفخامة إذا بلغ هذه المنزلة….!!؟ جعلنا الله وإياكم منهم (.رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وصلى الله على نبينا محمد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماشاء الله تبارك الله مقال جميل الله اسأل أن يكون بميزان حسناتك محبكم اخوك د، عبدالرحمن بن راشد الراشد
وفقك الله لقد احسنت بلغنا الله واياك اعلى منازل الجنة وهدانا الى الطريق القويم لنيل رضاه انه سميع مجيب. ومن وفقه الله فقد هداه لما فيه خير اخرته ودنياه وخدمة مليكه ودينه ووطنه / مبارك الرحيلي