المقالات

هل يستويان ؟!

هذا ماءٌ فرات عذبٌ يستسيغُ شربه الجميع بل يميل له الكل؛ وذاك ماءٌ مالحٌ أُجاج لا قبول ولا إقبال له، وعليه من الكل فهل يستويان؟

لاوجه ولا مجال للمقارنة في ميزان التساوي ووزن الاستواء، فرق وفارق شاسع بينهما؛ فالراجح هو ما وصل إلى مرحلة القبول.

كذلك وصلنا بذلك الاستواء إلى تلك العقول فهل يستويان؟!
عقل سُمع صوت حكمته وعقلانيته ورجاحة فكره، وعقل سُمع تدهور حالة حكمته، وتسارع نبضات أحكامه وانعدام رجاحة فكره.

فكم من عقلٍ حكيمٍ صائب الرأي أنقذ المركب من الغرق، وكم من عديم حكمة متأرجح الرأي أهلك أمة فهل يستويان؟!

وكم من عاقلٍ ركل براجحته أصوات السخف والسفه والأقاويل الباطلة؛ فعاش مرتاحًا سعيدًا لا يتتبع ما لايستحق تتبعه، ولا يُتابع ما لايستدعي متابعته..

وكم من جاهلٍ ركل عقله بعيدًا، وقذف حكمته بحجارة التجاهل والأعراض، وتبع كل نشاطات الأقاويل الباطلة؛ ليصل إلى مرحلة الإعياء العقلي والنفسي والجسدي كذلك، فهل يستويان؟؟
فهل وعينا واستمعنا إلى صوت العقل الحكيم الصائب، وأسقطنا صوت العقل المتهور في كل أموره، وهل فهمنا ضرورة وحتمية تشغيل فرق البحث العقلية لدينا لتمييز بين ما يستحق وما لايستحق أن نهدر فيه وقتنا وجهدنا وتفكيرنا وكل حياتنا.

استقطبوا كل العقول الجميلة، واجعلوا لهم رادارًا لكي يلتقط كل إشارة حكمة، وبيان عاقل فهم.
ينتهي الحرف وتتوقف السطور، ولكن!
لن تستوي كل الحروف وكل الكلمات؛ فهناك ما ينسخُ الواقع نسخًا تامًا، ويشعرُ به شعورًا صادقًا، ويرتوي به وبكل ما يحدث فيه، وهنالك من لا تتجاوز حروفه فقط سطوره وأوراقه دون إحساس وشعور وصدق فهل يستويان؟!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button