في موازين أخلاق البشر وموازنة الحياة لا يمكن أن يتساوى ميزان الأسلوب والأخلاق عند البشر؛ فهناك من تُرجح كفة أسلوبه وأخلاقه؛ فيكون كريم أخلاق وسيد أسلوب ورفيع ذوق، وهناك من يخسف ميزانه بسوء أسلوبه وسيئ أخلاقه ..
ويظل أسلوب البشر أسلوبًا عصيًا على البعض يكون نورًا في طرقات حياة البعض وظلامًا في حياة آخرين ..
أسلوبنا هو الفاتورة المدفوعة الثمن التي نقدمها للآخرين؛ حتى نكون لهم كسبًا، وهم لنا مكسب..
لغتك وطريقة حديثك هي المعادلة الأساسية التي يُبنى عليها أسلوبك ..
فكم من أسلوب قلب طاولة الحوار، وأعاد بناء الأدوار، وجدَّد عقود الاحترام والوداد، وكم من ساقط أسلوب كان لاقطًا لسوء التعامل، وإساءة المعاملة أسلوبًا وسلوكًا ومسلكًا.
أسلوبنا هو السياسة التي طُرزت بحروف الاحترام، وأصول القيم، وأصالة الأخلاق وثبات المبادئ..
لا نجاري سفهاء ولا نناقش سخفاء ولا نتعامل مع الجبناء وعديمي الأسلوب بل نحن من نسود أسلوبًا ونتسيَّد أخلاقًا ونعتلي رقيًّا..
وفي ختام الهمس وربيع الإحساس وجميل الحس، نحن سادة قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا وأساليبنا فهل تعلمنا أن نكون ممن هو عصي عليهم النزول إلى مستويات أساليب لا تليق بِنَا ولا تتواءم معنا، ولا تنتمي إلينا.
0