أغلقت الجوال مؤقتًا، وامتنعت عن الرد على رسائل الواتس الخاصة بعد أن انخرطت في نقاش عن خبر “الإعلان عن إطلاق أول دوري سعودي نسائي في السعودية خلال الأشهر القادمة؛ لتشكيل أول منتخب وطني للسيدات”.
فقط قلت: أتوقع أن هذا الدوري سيرتقي بالأخلاق الرياضية للاعبين والجمهور، وسيرسخ فكرة تشجيع اللعبة الحلوة، وسيهذب كثيرًا من التعصب للنادي والاستقطاب بين الجماهير، وكل السلبيات الكروية التي طفشنا منها في دوري الرجال لكرة القدم؟! وشتان بين منتخب يرفع عندك هرمون الغضب، وآخر يزيد هرمون التحفيز والحماسة، ويكفي أننا سنتخلص من قصات اللاعبين الغريبة والمستفزة !! المرأة السعودية معروفة بجديتها، وحبها للإنجاز والتميز ولن ترضى بأنصاف الحلول، وسنرى جوائز وبطولات عالمية كروية يحصدها منتخب السيدات ؟!
نعم؛ أنا بصراحة منحاز للمرأة في العالم العربي وخاصة المملكة؛ لأنها بالفعل الأكثر رجولة إذا كانت تُقاس بالعطاء والصبر والقدرة على التحمل، وإنكار الذات وليس بالجنس ؟!
كم تحملت المرأة من الانتقاص واللمز والغمز والإساءة وأغلال العادات والتقاليد التي لا تمت للإسلام بصلة؟!
اليوم تثبت وجودها، ولن تتخلى عن دورها الطبيعي، وسيبقى وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، وننتظر من الرجل التخلي عن أنانيته وكبريائه الكاذب، وشهوة التسلط !
مع الأسف الخوف على المرأة في أغلبه في عالمنا العربي يتدسس خلفه أنانية مفرطة، وحب تملك وصلف ذكوري مرضي، ويرتدي لباس الدين والعفة والتقاليد بتكلف فج وربي يهدي ويرفع هذه الغمامة عن أعين البعض، ونصيحتي لهم لو يوفرون نصائحهم لأنفسهم فهم أحوج لها، وعلى رأي المثل لو بيتك من زجاج لا تقذف الآخرين بالحجارة؟!
أعترف أنني كنت من المتربصين بالمرأة؛ وبخاصة من أفرطوا في الثقة بملكاتها وأحسنوا الظن بقدراتها، ولكن الواقع حملني على مراجعة هذه القناعات البالية، وبالمناسبة كنت أتردد على جهة رسمية، ويلفتني موظف غير مكترث بمظهره وهندامه، وفجأة انقلب الحال فسألت زميله لعله خير؟! فقال: يا سيدي سمحوا للمرأة بالعمل عندنا !
قلت سبحان الله ! كم خسر المجتمع بتغييب المرأة، وتمادى البعض في الجلافة على حساب الذوق والأدب فعلًا لحضور المرأة سحر على الأقل، جعل البعض يحترم نفسه وأعادهم لإنسانيتهم، وحملهم على التخلي عن طبائعهم المتوحشة!
معروف أن التغيير بالصدمة أصعب أنواع التغيير، وأنا مشفق على البعض ممن لا يملكون وعيًا مرنًا، وينطلقون من آراء متزمتة وأحكام مسبقة وشخصيتهم متحجرة بطبعها، وهكذا النفوس تتنوع وتتفاوت، ولكن الزمن كفيل بتغيير قناعاتهم؛ لأنهم بالفعل من حسني النوايا هكذا أحسن الظن بهم ولم لا، وأنا كنت بالأمس مثلهم لكن غدًا سيكتشفون أنهم كانوا مخطئين.
لا أقول حينما قادت المرأة السيارة، وإنما حينما مثلت في الشورى والخارجية و…قامت الدنيا ولم تقعد؟! ولكن المرأة السعودية الأكثر حصافة وذكاء تركت لهؤلاء الأوصياء اهتبالًا بضاعتهم وتهويلهم، وراحت بالفعل لا بالقول وبالسلوك والممارسة لا بالصراخ والشعارات تثبت للجميع أنها بتدينها الطبيعي والفطري والحقيقي، وبصدقها مع نفسها والآخرين وبإخلاصها لدينها وربها هي حارسة العفة والشرف والأخلاق، وهي الأم وربة الأسرة وهي السيدة المتميزة والناجحة في عملها خارج البيت.
حرام ! تحمَّلت المرأة كثيرًا !! ليست مشكلتها أن البعض يحصر الرجولة في الشارب ؟! ومن الغبن مطالبتها بالتخلي عن مواهبها التي منحها الله؛ لتحافظ على صورة سي السيد ؟!
بعد سنة من الآن اسأل المعترضين على هذا التوجه من لاعبك المفضل سيقول: اللاعبة المفضلة عندي فلانة، وسبحان مغير الأحوال!!
كم من متعصب للمرأة في استحقاقها في كل شيء حتى في كرة القدم. بعد ان كان هناك تعاصب على انها جوهرة مكنونة في بيتها مصونة.
فكل من الطرفين شطط في تعصبه وتعاصبه.
يبقى للمرأة خصوصية التكوين الجسدي والدور الطبيعي في الانجاب والتربية .
ولها حق في المشاركة العملية في كل مجال يجعلها في عفة من الاستجداء والاتكال والتواكل.
مشكلتنا التطرف في كل مستجد نقمة على كل من حرّم بدون نص شرعي.
ما اجمل الوسطية والتوسط ومسك العصى من الوسط للتوازن والاتزان.
تحياتي للجميع
لا شك إن المرأة السعودية اثبتت كفاءتها وجدارتها في اي مجال عمل تعمل فيه وتفوقت في مجالات حتى على الرجل في مهن كالتعليم للصغار والتمريض والطب والاعمال الاجتماعية والخيرية .. ولكن تظل انوثتها وجمالها في المحافظة على قيم الاسلام وتعاليمه وليس مما بدر من البعض بالتبرج والزينة في الاسواق والطرقات هو ما نتمنى أن نراه في المرأة السعودية .. التي ناضلت من اجل حريتها وحصلت على ثقة الدولة والمجتمع .. نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد لها..