حوارات خاصة

اللواء السنيدي “لمكة” العمل الأمني حلم راودني منذ الصغر رغم المخاطر والمصاعب

الباحة – اكتسب الكثير من الخبرات الإدارية والأمنية، عمل بالعديد من الجهات، وتولى عدة مهام ومسؤوليات مختلفة في مجال عمله، تدرج في الرتب العسكرية نال ثقة رؤسائه، تولى إدارة شرطة منطقتين من مناطق مملكتنا الحبيبة، وضع له بصمات في مسيرته العملية تُدوّن بماء الذهب، إنه اللواء متقاعد عبد الرحمن السنيدي مدير شرطة منطقة الباحة سابقًا، ضيف الحلقة الثامنة من سلسلة زاوية مواقف ومذكرات أمنية.

أهلًا ومرحبًا فيك سعادة اللواء…

– عرَّف القرّاء الكرام على اسمك بالكامل من خلال هويتك الوطنية ومكان ولادتك ونشأتك وحياة الطفولة؟
عبد الرحمن بن ناصر علي السنيدي. تاريخ الميلاد 1369هـ. محل الميلاد والنشأة محافظة الحريق.

– أين تلقيت تعليمك في جميع مراحلك الدراسية؟
الدراسة الابتدائية في محافظة الحريق، والتي تبعد عن مدينة الرياض 150كم جنوبًا. والتحقت بالمعهد العلمي بالرياض، وخريج المعهد العلمي يلتحق حصرياً على كليه اللغه العربيه او كليه الشريعه وخريجيها يعينون كمعلمين اوسلك القضاء
ثم التحقت بكلية قوى الأمن الداخلي التي تمَّ تعديل مسماها إلى كلية الملك فهد الأمنية، وتخرجت منها في 1391/3/15هـ، وعلى شرف الملك فيصل -رحمه الله-

– لماذا اتجهت للسلك العسكري دون غيره؟
العمل العسكري كان حلم يراودني منذ الصغر ، علماً بأن خريجي المعهد العلمي آنذاك كان يتم تخرجهم كمعلمين مباشرة أو يلتحقون بسلم القضاء ولكن رغبتي بالعمل العسكري جعلني أختار هذا المجال الذي أعتز وأتشرف فيه

– أين قضيت خدمتك العسكرية من بعد تخرجك من الكلية حتى تقاعدك؟
تم تعييني على حرس الحدود؛ وذلك بالمنطقة الشرقية ثم العمل بالمديرية، ولمدة تزيد عن عشر سنوات. ثم انتقلت للأمن العام لرغبتي في مزاولة عمل الشرطة ولفترة قصيرة عملت بالإدارة العامة للتدريب، ومنها إلى شرطة منطقة الرياض، وكنتُ برتبة نقيب وعملت في عدة أقسام، ومنها قسم شرطة منفوحة، وبعد الترقية لرتبة رائد تم تعييني مديرًا لقسم شرطة السويدي وشبرا ثم مديرًا شرطة النسيم ثم مديرًا للتحقيق المركزي. ومن ثم مديرًا لشرطة محافظة الخرج وكنتُ برتبة عميد. ثم مديرًا لشرطة محافظة المجمعة. ومنها تم تعييني مديرًا لشرطة منطقة جازان على نفس الرتبة، وعملت بها ما يُقارب من السنتين وبعد الترقية لرتبة لواء تم نقلي للإدارة العامة للمتابعة، ومنها مديرًا لشرطة منطقة الباحة، وعملت بها لمدة سنتين، وهي المحطة الأخيرة، والتي لها ذكريات جميلة فقد كسبت حب وتقدير الجميع، وقد بادلتهم ذلك.

– عملت في عدة مواقع ومهام أمنية وإدارية مختلفة ماذا تعني لك هذه المراحل؟ وماذا اكتسبت من كل مرحلة؟
مع اختلاف العمل في عدة إدارات ومحافظات ومناطق، اكتسبتُ خبرة ومعرفة مع اختلاف العادات والتقاليد مما كان له أكبر الأثر في تحقيق الأهداف. فقد تعرفت على خيرة الرجال ونخبة من الزملاء. أيضًا واكتسبت مهارات عديدة.

– شهدت شرطة منطقة الباحة خلال إدارتكم لها نقلة نوعية غير مسبوقة بافتتاح العديد من المخافر والمباني وتطوير العمل الأمني؛ حتى تميزت في الكثير من الأعمال. ماذا تعني لكم مثل هذه الإنجازات التي لازالت تذكر حتى هذه اللحظة؟
قد أخذت على نفسي بعد مباشرة العمل في أي وحدة أو محافظة أو منطقة أخذ المعلومات كافية عن التركيبة السكانية وحدودها الإدارية وتضاريسها والمرافق الحيوية والثغرات الأمنية بها. ثم يتم إعادة تشكيل القوة وتوزيع الإمكانيات من سيارات ومعدات حسب الاحتياج والأهمية. وقد وجدت في الباحة أماكن بحاجة ماسة لإنشاء مخافر وأعددت تقارير توضح الحاجة، وتمت الموافقة عليها. كذلك تحديث العمل الجنائي والبحثي والميداني بما هو معمول به بشرطة منطقة الرياض، وقد وفقت ولله الحمد في ذلك.
– يُصادف ضابط التحقيق بعض القضايا المعقدة التي تحتاج إلى جهد وتفكير عميق في فك رموزها ما هي القضية التي لا زالت عالقة في ذاكرة اللواء عبد الرحمن السنيدي؟
تم التحقيق في عدة قضايا في عدة محافظات ومناطق التي عملت بها، ومنها قيام ابن بقتل والده (وكان هو المبلغ)، كذلك ابن قتل والدته العجوز وإحراقها خارج المنطقة، وكذلك قتل شخص من قبل مكفوله بالاتفاق مع زوجته والتي من جلدته. وكذلك قتلت امرأة ضرتها ورميها في حاوية النفايات، وغيرها الكثير ولله الحمد وتوفيقه تم كشفها، وتقديم الجناة للعدالة.

– من خلال عملكم الأمني لا بد من مصادفة بعض المواقف ما هي أبرز المواقف التي لا زالت عالقة في الأذهان؟
المواقف كثيرة وأغلبها سرية ومن أهم المواقف في حياتي العملية أشخاص أدين لهم بالمحبة والتقدير مدى الحياة، ومنهم الأخ العميد عبدالله حمزة، وهذا أول مدير في بداية خدمتي فقد تعلَّمت منه الكثير، كذلك سعادة الوالد اللواء محمد بن عايش المطيري مدير شرطة منطقة الرياض الأسبق؛ فقد كان نعم القائد الفذ والموجه المحنك والأب الحاني والحازم، وسعادة الأخ الأكبر اللواء منصور العيدان -رحمه الله- فقد كان نعم القائد القدير والموجه الجدير والمتابع الدقيق، وكما قيل: من لا يشكر الناس لايشكر الله فلهم مني كل الشكر والدعاء فجزاهم الله خير الجزاء.

– من خلال مسيرتك العملية لابد وأن نلت شرف المشاركة في مهمة الحج، اذكر لنا أبرز ما يُصادفه رجال الأمن من مواقف في مثل هذه المواسم؟
شاركت في موسم الحج برتبة نقيب، والمواقف كثيرة منها مرورية وجنائية وعرضية وإنسانية، وعُولجت في حينه، وقد مضى عليها أكثر من أربعين سنة؛ فقد أصبحت طي النسيان.

– كيف يرى اللواء عبد الرحمن السنيدي الإمكانات التي تقدمها الدولة -أيدها الله- في ذلك الوقت أي وقت مشاركاتك في مواسم الحج ووقتنا الحاضر؟
قامت وتقوم بانشاء المشاريع الكبيره بداءً بالبنيه التحتيه فقد تم انشاء اكبر مطار في الشرق الاوسط بجده لاستقبال رحلات الحجاج ومغادرتهم في وقت واحد بل وفي وقت قياسي مع تلك الإعداد الهائله ومختلف الاتجاهات والجنسيات مع توفير السكن من الفادق الضخمه وعلى اعلى مستوى وكذلك في المشاعر ومع تامين المواصلات والاعاشه والخدماتت الاخرى من صحه وماء وكهرباء ومطوفين وغيرهم ، المشاريع الجبارة لكل مامن شأنه توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن

– ماذا تعلمت من السنوات الطويلة التي قضيتها في مجال العمل الأمني؟
تعلمت طيلة هذه الخدمة أن العمل الأمني من أشرف الأعمال المباشرة رغم ما فيها من مخاطر ومصاعب.

– ماذا خرج اللواء عبد الرحمن السنيدي من خدمته العسكرية التي تجاوزت (34) عامًا؟
خرجت من هذه الخدمة أن العمل الأمني واجب ديني ووطني وإنساني، وقد تشرَّفت بهذا ولله الحمد، وأرجو أن أكون قد وفقت في أداء الأمانة.

– ماذا يقول اللواء عبد الرحمن السنيدي عن النقد الإعلامي الهادف البنّاء الذي من خلال يتم إصلاح القصور فيما يقدم للوطن والمواطن من خدمات؟
النقد الإعلامي الهادف مقبول، ولكن لا يعرف الظروف والإمكانات البشرية مع أن الجميع يؤدي عمله بكل إخلاص وتفانٍ.

– بعد أن حلقت بنا في أجواء العمل الأمني كيف تقضي برنامجك اليومي بعد مسيرة (34) عامًا من العطاء؟
بعد التقاعد برنامجي اليومي عدتُ لحياتي الطبيعية الاهتمام بالأمور الشخصية والأسرية؛ وذلك بذل المشورة والمساعدة وخاصة الإنسانية.

– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟
ختم كلامي بالشكر والاعتزاز بما تُقدمه القيادة الرشيدة لجميع المصالح الحكومية؛ وخاصة الأمنية ومنسوبيها، والدعاء لهم بالتوفيق والسداد، وأن يحفظ بلادنا الغالية، ويُديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء والعزة في هذا العهد الزاهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى