منطقة الباحة ومحافظاتها سراة وتهامة وبادية من أجمل المناطق السياحية في المملكة سكانا ومكانا من غير قصور في بقية مناطقنا الغالية على قلوبنا وهي حقيقة ليست مجاملة بحكم انتمائي لهذه المنطقة فإنني أعرف تمام المعرفة بأن ما تمتلكه من مقومات طبيعية وخدمات ضرورية يجعلها تكون فعلا واسطة عقد المصائف في المملكة بوجه عام وفي منطقة الجنوب على وجه التحديد فهي جميلة فلا تبخلوا عليها .
منطقة الباحة شهدت وتشهد طفرة عمرانية واسعة ومميزة بحكم تضاريسها التي تبرز هذا العمران الكبير الذي حول قراها إلى مدن في جميع المحافظات بل وبحكم التقارب فقد تحولت إلى ما يشبه مدينة واحدة بعد أن تداخل البنيان بين القرى وشكل لوحات جميلة تتخللها الغابات والمزارع والأشجار الدائمة الخضرة من العرعر والطلح والزيتون البري وهذا ما أهلها لأن تكون البديل الأفضل للباحثين عن الجو المعتدل والنقي وإمتاع النظر بالمناظر الخلابة التي وهبها الله بأكثر من أربعين غابة منتشرة في السراة التي تحول بعضها لمنتزهات زادتها الصنعة السياحية جمالا فوق جمالها الطبيعي كما هو الحال في غابة رغدان ومنتزه الأمير مشاري في محافظة بني حسن وجبال الخلب في محافظة المندق وغيرها والتي أصبحت مأوى للسياح طوال ساعات اليوم تحفهم الخدمات الأمنية والخدمات العامة والبرامج والمهرجانات التي ترضي الأسرة والشباب على حد سواء .
طبعا عندما ننشد اكتمال الصورة فهو من باب النظرة التي يتمنى كل مواطن بل وحتى المسؤول وما قد يحدث من قصور لا يتمناه أحد ومع ذلك فالكاتب والصحفي والناصح يضع ما يراه يخدم الصالح العام أمام المسؤول بعين الرقيب المحب لا بعين الساخط الكاره ولعل من بيده الحل يجد لتلك الملاحظات طريقا للحل وتغيير الصورة للأفضل .
مررت يوم أمس بطريق يربط بين طريق الملك فهد باتجاه محافظة العقيق وطريق الملك عبد العزيز باتجاه الطائف وبالتحديد هذا الطريق يربط بين الإشارة المرورية ببني فروة القريبة من الخطوط السعودية وبين طريق الملك عبد العزيز في موقعين أحدهما عن طريق قرية الغانم والآخر عن طريق قرى بالعلاء والحبشي ورغم جمال القرى وجمال الطريق المعبد إلا أنك تسير فيه كمن يسير في الصحراء إذ لا يوجد في هذه الطرق لوحات إرشادية تدلك على هذه القرى من جهة وتدلك على الطريق العام الذي يوصلك بطريق الملك عبد العزيز الرئيسي مما يجعل مرتاديه من غير أهل تلك القرى لا يعلم أين يتجه لكثرة المخارج وقد لا تكون هذه الملاحظة خاصة بهذا الطريق بل قد تكون موجودة في كثير من المحافظات مع أن الأمر يسير وقد لا يكون مكلف بالنسبة للأمانة ولا البلديات وبحكم أن المنطقة أصبحت وجهة سياحية معروفة وتكتظ بالسكان والمقيمين طوال العام فالأمر يتطلب وجود هذه اللوحات الإرشادية بواسطة المجالس البلدية ومن له علاقة في هذه القرى .
خلال هذا الأسبوع والذي سبقه كثر الحديث عن سوء حالة الكوبري القريب من مستشفى الملك فهد هذا المثلث الذي يحتاج فعلا لنظرة ثاقبة من الإدارة العامة للنقل بالباحة بحكم العلاقة واعتقد أن الصديق المهندس مسفر المالكي مدير عام النقل بالمنطقة يقرأ تلك التغريدات ويشعر بالوضع الذي يعيشه هذا الكوبري الذي بقي تحت مطرقة سوء التنفيذ وسندان التعثر ما يزيد عن عقد من الزمن واعتقد بجهود شابتها الصعوبة تم الانتهاء منه بشكله الحالي الذي لا يرضي من حيث موقعه الاستراتيجي وفي مدخل وتقاطع هام جداً وما يحيط به من مخارج وأرصفة فالجميع يتمنى أن تعاد النظرة له من جديد لتزيين مداخله ومخارجه وما حوله وأن تشمله الإنارة سواء من فوقه أو من تحته ومع جوانبه بعيدا عن التشوه البصري الذي يكتنفه الظلام ليلاً والذي يتحدث عنه الكثير وتأباه طرقنا ومدننا وقرانا ولا أخال المهندس المالكي إلا يأخذ هذا بعين الاعتبار ويبحث عن بند من بنود الصرف النظامية التي تفي بما يتطلبه هذا الكوبري في الوقت الذي نكرر نداءنا مرة تلو الأخرى بالتنسيق مع الإدارة العامة للنقل بمنطقة مكة المكرمة لإكمال مشروع كوبري وادي بوا في طريق الباحة الطائف هذا الكوبري المنسي الذي توقف العمل فيه ومر عليه ست سنوات عجاف من تعثر التنفيذ ومازال يشكل صورة لا يرضاها المسؤول فضلا عن أن مرتادي هذا الطريق الدولي يبقى بهذه الصورة باتجاه العشر سنوات وكأنه يريد الحاق بكوبري رهوة البر القريب من مستشفى الملك فهد الآنف الذكر .
انعطاف قلم :
عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله ﷺ قال: من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس رواه ابن حبان في صحيحه .