احتفلت مجموعة الشرق الأوسط للبث mbc group بالذكرى السنوية الثلاثين على تأسيسها، والمراقب للشأن الإعلامي في الشرق الأوسط عليه أن يتوقف عند هذه المناسبة للاستفادة من تجربة تستحق الإشادة. انطلقت مجموعة mbc في ظروف معقدة داخل العالم العربي من الناحية الجيوسياسية، والاجتماعية، والثقافية.
سياسيًّا لم يفصل بين انتهاء عمليات عاصفة الصحراء وانطلاق بث قناة mbc من مدينة لندن سوى بضعة أشهر، وبدون شك كان لإرهاصات الغزو العراقي للكويت، وما تخلله من دور بارز للإعلام الدولي الحافز الأكبر لدخول القطاع الخاص السعودي بصناعة البث الفضائي.
وعلى الصعيد الاجتماعي، كان العالم العربي في تلك الأثناء يعيش فترة انتقاليه يغلب عليها طابع الشباب والرغبة في التطور والانفتاح نحو العالم.
وخلال تلك الحقبة شهد الشرق الأوسط تجاذبات، واستقطابات فكرية يسارية، وقومية وبعثية، وإسلامية-متطرفة وفي مجملها كانت أيديولوجيات دخيلة، وذات أبعاد دولية تهتم بتقويض دور دول منطقة الشرق الأوسط.
ومن وسط تلك التفاعلات والمتضادات برزت قناة mbc، ولاحقًا مجموعة mbc كصوت معتدل يعكس واقع العالم العربي البسيط البعيد عن التطرف والغلو. مثَّلت المجموعة كل العرب كوسيلة تنقل صورة وصوت العرب للعالم.
وبخلاف وظيفة البث الفضائي للمحتوى، تمكنت المجموعة من دخول عالم الإنتاج الإعلامي، وشاركت في أعمال فنية عديدة، وساهمت في نقل صورة واقعية معتدلة عن دول المشرق بدون تحيز لمدرسة أيديولوجية على حساب اخرى.
وفي ذكراها الثلاثين تعيش المجموعة تحولًا كبيرًا في نموذج العمل الذي بدون شك يحتاج إلى تطوير يتواكب مع متطلبات التغيرات التكنولوجية والتحولات المتسارعة في سلوك المستهلك. اليوم تدخل المجموعة منافسة جديدة من نوع مختلف مع أقطاب صناعة الإعلام الجديد من شركات وسائل التواصل الاجتماعي، وشركات البث المباشر، وصُناع المحتوى والمؤثرين والصراع المحموم على الأنشطة الإعلانية والبيانات الضخمة.
معظم اللقاءات الأخيرة لقياديين تنفيذين في المجموعة ألمحت إلى استشعار المجموعة حجم التحديات للمرحلة القادمة.
وبمناسبة مرور ثلاثة عقود نقول: شكرًا mbc..