المقالات

اليوم الوطني 91 مناسبة مجيدة.. ويوم خالد

تحلُّ علينا في هذه الأيام مناسبة اليوم الوطني السعودي الواحد والتسعين، وهي مناسبة وطنية مجيدة ويوم تاريخي خالد وغالٍ على قلب كل مواطن سعودي، تتجلّى فيه مشاعر الفخر والاعتزاز، ومناسبة كريمة تحتفل بها المملكة قيادة ووطنًا ومواطنًا، وتعيش ذكرى يوم سجّله التاريخ بمداد من ذهب وبأحرف من نور، يوم عظيم أعلن فيه مؤسس هذا الكيان الملك الباني عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – قيام دولة الوحدة والتوحيد، دولة الأمن والإيمان والسلام: (المملكة العربية السعودية)، والتي أضحت وطنًا شامخًا وكيانًا إسلاميًا كبيرًا، شرّفه الله -عز وجل- بأن يكون موئلًا للإسلام، ومحط أفئدة أكثر من مليار ومائتي مليون مسلم، تشخص أبصارهم نحو قبلتهم التي يتوجهون إليها في كل يوم، وبالتالي لتستدعي هذه الذكرى شكر الله -عز وجل- على ما أنعم به على بلادنا من نعم كثيرة، وما أفاء به عليها من خيرات وفيرة، وما اختصها به من مكانة رفيعة، كونها مهد الرسالات وأرض الحرمين الشريفين، ولنقف عند عمق معاني وعظم مدلولات كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله -، خلال جلسة مجلس الوزراء مؤخرًا، والتي أعرب فيها – حفظه الله – عن تطلعه مع مناسبة هذا اليوم الوطني، إلى مزيد من الإنجاز لتحقيق الخير والازدهار للوطن العزيز، الذي أرسى ركائزه الملك عبدالعزيز، وواصل البناء والتمكين من بعده أبناؤه؛ ليكون بوصلة التقديم، ومنارة الحضارة، وموطن العدل، وإشعاع السلام للعالم قاطبة.
“ﻫﻲ ﻟﻨﺎ دار.. وﺣِﻨّﺎ ﻟﻬﺎ ﻋُﻤّﺎر”، شعار يرفعه كل مواطن سعودي مخلص .. غيور على وطنه وحادب على مصلحته، كل يوم وفي ذكرى هذه المناسبة الغالية والعزيزة التي تحلُّ على نفوسنا جميعًا في هذا العام 1443هـ / 2021م، لتتجدّد الفرحة والسعادة بيوم وطني مجيد، تمّ فيه قيام دولة الوحدة والتوحد دولة الأمن والإيمان والسلام، على أساس متين من كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ليتوطد بذلك أمنها بعد خوف، وليتحقق اجتماع شملها بعد فرقة وانقسام، وليتم تلاحم أبنائها بعد عداوة وتناحر، ولتشهد هذه الأرض الغالية بزوغ فجر العلم والمعرفة بعد عهود من الجهل والظلام، وليقف العالم بأجمعه على ميلاد دولة إسلامية كبرى تصون المقدسات الإسلامية وتشرف على شؤون الحرمين الشريفين، وتعنى بتوسعتهما ورعاية قاصديهما من الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف، وتسهم في تحقيق الأمن والسلام الدوليين، وتعمل على خدمة الإسلام وتحفظ عزة المسلمين وتصون تضامنهم ووحدة كلمتهم والدفاع عن حقوقهم، وتعزز روح التآخي والتآزر فيما بينهم، وليحدث هذا الإنجاز التاريخي الكبير في مرحلة ذات شأن كبير من تاريخ المنطقة والعالم، ووسط ظروف محلية وعربية وعالمية بالغة التعقيد، وأحداث متسارعة، وفي ظل تداعيات وإرهاصات سياسية وأمنية وأوضاع اقتصادية وصحية لا تخفى على كل ذي لب، وظروف وتحديات وأزمات وتعقيدات صعبة، في عالم يموج بالتجاذبات، معيدة للأذهان مشهد انطلاق رحلة الكفاح لتأسيس هذا الكيان الشامخ والكبير على يد الملك المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله -، حيث هيأ الله سبحانه وتعالى لها من أبنائها هذا القائد المُلهم، ليجمع شتاتها ويوحد كلمتها تحت راية : (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وليُقيم الله على يديه هذا الكيان الذي يعد نموذجًا يُحتذى به في وحدته وترابطه وتلاحم أبنائه قيادة وشعبًا؛ لتعد مناسبة اليوم الوطني لمملكتنا العزيزة، مدعاة للتذاكر في تأسيس وحدة وبناء وطن أرسى دعائمه بكفاح وجهاد وصلابة الملك المؤسس الباني – طيب الله ثراه – الذي استطاع بإيمانه الراسخ بالله عز وجل، وبأهدافه السامية، وبفكره النير، وبصيرته النافذة، أن يلم الشتات ويوحد أركان هذا الوطن ويضع قواعد هذا الكيان الشامخ الذي يتخذ كتاب الله وسنة نبيه على نهج السلف الصالح دستورًا ونبراسًا، وذلك في زمن صعب ومع تواضع الإمكانات وشح الموارد – في ذاك الوقت -، ولكن إرادة الله كانت فوق كل شيء.. إرادة جعلت من الصعب والمستحيل واللا ممكن ممكنًا، وليتحقق المنجز، وليُعدُّ “اليوم الوطني” ليس مجرد ذكرى عابرة أو أهازيج احتفائية.. بقدر ما هو ذكرى تاريخية فريدة تجسد كفاح الآباء والأجداد من أجل ترسيخ وحدة هذا الوطن الذي قام على الكتاب والسنة.
الكل موقن بأن العصر الحالي قد شهد نهضة تنموية وطنية شاملة في بلادنا العزيزة التي قامت على بناء الإنسان في المقام الأول، وشهدت العديد من التحولات الكبيرة التي تواكب معطيات هذا العصر، وذلك انطلاقًا من حرص قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – على توفير كل أسباب وسبل الحياة الكريمة للمواطن والمقيم، وفي شتى المجالات، حيث تواصل قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – مسيرة العطاء وصولًا لمزيد من المنجزات، فهنا يد تبني لتحقيق التنمية للوطن والمواطن، وأخرى تحل الأزمات وتحافظ على المكتسبات، وليتطلب ما تحقق لهذه البلاد المباركة وإنسانها، منّا جميعًا العمل على تعزيز أمنها وأمانها قولًا وعملًا.. أفرادًا ومؤسسات.. والدفاع عن مقدساتها وصيانة مقدراتها وحماية مكتسباتها، ورفض الانجراف خلف الشعارات الزائفة والتيارات الفكرية الهدامة، كما أن مسؤولية المواطن تجاه وطنه عظيمة من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره والوقوف في وجه كل من يحاول زرع الفتنة أو التأثير على أفكار شبابنا وتوجهاتهم بأي شكل كان، فشبابنا هم عماد الوطن وسواعد بنائه وركائز تنميته، وهم في الأساس نتاج فكر إسلامي معتدل ومجتمع يفتخر بقيمه وأصالته، لنعيش جميعًا في هذه الدوحة الوارفة الظلال، وننغم سويًّا بالأمن والأمان والرخاء والازدهار، ونعيش جميعًا فرحة يومنا الوطني المجيد، وما يمثله من تاريخ مهم ومحوري، نستعيد فيه عبر ودروس الماضي، ويستلهم منه أبناء هذا الوطن العظيم قيم التلاحم والأخوة والإيمان الصادق لمسيرة التوحيد، وليتذكروا ما حققته قياداتنا المتعاقبة – وعبر عقود وجيزة في عمر الدول – من منجزات كبرى، لتصبح بلادنا نبع الخير.. وملتقى أفئدة المسلمين.. ورافدهم الكبير أينما كانوا وحيثما حلّوا.
ختامًا.. أسأل الله العلي القدير، أن يحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره ورفاهيته وازدهاره، في ظل قيادته الرشيدة وترابط شعبه الوفي المخلص لقادته – أعزهم الله -، إنه ولي ذلك والقادر عليه،،،

* أستاذ مساعد الهندسة البيئية والمياه بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button