صوت الوطن

نعيش فترة زمنية خطيرةً وصعبةً ومتغيرةً بشكلٍ مستمرٍ، مرحلة كثرت فيها الفتن وتلوَّنت الجماعات، وتشكَّلت بشكل محير، ومع تقلب الأحوال وتبدلها في كثير من البلدان ودخولها في دوامات من عدم الاستقرار، يتحتمُّ أن يعلو صوت الوطن بالالتفاف نحوه وحمايته من الفتن، ومن يقود الأفكار التي تحمل في طياتها الشر لهذا البلد حتى لو كان ظاهرها ناعمًا يُلامس القلوب والمشاعر.
ولكي نعيش في وطن آمن ومطمئن لا بد أن نتوحَّد في وجه التيارات المعادية له التي تتبنى الأفكار المؤيدة للفرقة، والخروج على ولاة الأمر بمبرر التغيير الذي يتبع مصالحها الخاصة حتى لو أصمت الآذان بندائها للإصلاح العام والتغير للأفضل.

إن الوطنية الحقّة تظهر الآن في توحيد الصوت، والدفاع عن وحدة الوطن، والالتفاف حول حكومتنا وولاة أمرنا ودعم قيادتنا، والوقوف ضد أي فكر منحرف أو قوة خارجية تحاول زعزعة الكيان السعودي. فالحرب في هذه المرحلة باتت حربًا فكرية وإعلامية تُمارس دس سمومها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتسعى لزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، ونحن لهذا الوطن درع حصين ضد أي انحراف فكري أو لتعدٍ خارجي كان أو داخلي..فنحن حُماة الوطن الأوائل، ويلزم كل مواطن شريف منّا الدفاع عن وحدة هذا الوطن العظيم، والوقوف في وجه كل فكر ضال يرغب في جرِّ هذا الوطن إلى الفوضى، وعدم الاستقرار..
لهذا الوطن الغالي فضل على كل أبنائه، وجاء الآن دور بره، ومحاربة كل أنواع العقوق به،
وفي ذكرى يومنا الوطني نستشعر نعمة الأمن والأمان، وأن الله خصَّنا بقيادة وولاة أمر يضعون مصلحة المواطن والوطن أولوية، نعيش في عهد ملكنا ووالدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وقائد الإصلاح وأمير الشباب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- عصر الازدهار في كافة المجالات، وبفضل الله بلادنا ضمن أقوى عشرين دولة اقتصاديًّا وسياسيًّا، وقد حققت نقلة نوعية في شتى المستويات، ولعلَّ من أهمها الحكومة الرقمية، وتمكين المرأة، ودعم الاستثمارات وريادة الأعمال، والتنمية والمشاريع المستقبلية جميعها مستقبل مشرق لنا ولأحفادنا، فقد أعزنا الله بوطن شامخ وقيادة حكيمة وشعب طموح ووفي..
فالحمد الله على نعمة السعودية العظيمة، وسوف نبقى بعد الله سبحانه حماة لهذا الوطن ودرعًا حصينًا له، فنحن أبناؤه الأوفياء نقف صفًا واحدًا بقلبٍ واحد لحماية وبناء هذا الوطن الغالي..