▪️من يقرأ أو يسمع عن عصر ما قبل الملك عبدالعزيز من تشتت وفقر وجدب وحروب طاحنة تدور رحاها في خضم التسابق على موضع الكلأ أو مساقط الأمطار؛ ليدرك جيدًا أن هذا الرجل العظيم إنما هو مسدد بتوفيق الله لبناء هذا الوطن الشامخ بل ولرعاية الحرمين الشريفين وحمايتها ومرتاديها والقيام بشؤونها لتكون عامرة آمنة مطمئنة، وكأنما جاء في إطار استجابة الله لدعاء أبي الأنبياء إبراهيم الخليل -عليه السلام- كراعٍ للسلام وحفظ الأمن في البلد الحرام.
▪️إن ما وصلت له المملكة العربية السعودية من تقدم صناعي وتطور تكنولوجي وتقني جعلها تقود الدول العظمى ظهر ذلك جليًّا من خلال قمة العشرين، وكذلك تقدمها كرقم صعب في إدارة الأزمات وخير شاهد على ذلك تخطي كارثة وباء كورونا بسلام آمنين مع تعثر واختلال ميزان كثيرٍ من الدول الكبرى التي تتبجح بتقدمها، في حين تتجاوز المملكة تلك الجائحة معلنة التعافي الاقتصادي والاقتراب من المناعة المجتمعية لقاء جهودها المبنية على رؤية حكيمة ونظرة ثاقبة تُعالج الأمور على بصيرة وحنكة ودراية دونما تخبط أو عشوائية بل سخرت الإمكانات في سبيل حفظ الأرواح ودرء الخطر مهما كان الثمن غاليًا ليكون شعارها (الإنسان أولًا)!!
▪️في العصر الحديث جاءت لغة الحديث مختلفة فمن لا يتحدث بالأرقام فلن تجد لقوله قبولًا في ظل العيار التقني الذي يفرض أيدلوجية تنطلق منها قرارات ذات مدلولات دقيقة تخضع لمعايير الحوكمة والمحاسبة؛ ولذا جاءت بنتائج قوية في التنفيذ والمتابعة والتقويم، ومن ثم المعالجة وكشف مستور الفساد وضبط المفسدين؛ حفظًا للمال العام من أن يهدر أو يجير لصالح هذا أو ذاك.
▪️بالطبع وراء كل عمل متقن قائد مبدع ومقرر حصيف ومتابع دقيق يجمع بين السياسة والفراسة والمال والاقتصاد والنظرة الشمولية التي لا تغفل عن أن تدرك مشارق السعودية ومغاربها، شمالها وجنوبها لتضعها تحت المجهر برؤية 360 درجة؛ ليعم الخير جميع أرجاء مملكتنا العزيزة ولتمتد يد العطاء والنماء في مختلف المجالات مما جعل عرَّاب النهضة الحديثة الأمير المحبوب والشاب الطموح سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يتسيد الموقف كنجم لامع يسطع في سماء المجد والعز كقائد ملهم يمسك بزمام الأمور؛ ليصنع فارقًا في دقة المواصفات ومعايرة المنجزات وكفاءة الإدارة وحسن القيادة في مختلف القطاعات؛ ليبرز كنموذج يضرب به المثل بل جعل الشعوب في مختلف الأمصار يطالبون بذات السياسة ونهج التشريع!!
▪️المملكة دولة صلبة قوية قامت دعائمها على دستور رباني ونهج نبوي جعلها أكثر ثباتًا وأنضج فكرًا وأجل قدرًا وأعظم منزلة لرسوخ قدمها وصلابة عودها وجسارة مواقفها لتصدع بالحق وتؤازره وتناصرة وتدفع أو تدافع عنه بل لتقف مع الأشقاء في مواقف النضال؛ نصرة للإنسانية ورفعًا للظلم والطغيان وذودًا عن حياض الوطن أن تمس ثراه الطاهر يد النجس الخارجية بسوء أو أن ينال شبرًا من أرضه، وهذا ما تمثل في حرب اليمن التي هي حرب شرف تخوضه المملكة؛ لدحر التمدد الفارسي الفاشي الذي يستهدف الأمة الإسلامية والعربية بإنسانها وكيانها؛ حرفًا عن دينها وأعجمة للسانها ومسخًا لعقول أبنائها وصرفًا عن معتقداتها وقيمها؛ لتجعل منهم إمعات منقادين وعبيدًا خانعين.. لذلك جاءت العاصفة لتقطع دابرهم وتنكل بمعتديهم لتأطرهم على الحق أطرًا.. لم يكن لذلك العنفوان والعزة أن تصمد أو تدوم لو لم تملك السعودية ترسانة ضخمة وقوة عظمى وتسليح متقدم ومسايرة لكل حديث وجديد في مجال التعبئة والقوة (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).
▪️لقد تحولت المملكة بين عشية وضحاها لحكومة رقمية جعلتها تحقق رقمًا قياسيًّا يفوق الدول العظمى التي سبقتنا بالتقنية؛ لتجعل الحياة أكثر رفاهية وأيسر تعاملًا؛ إذ تمكن المواطن والمقيم من الحصول على أي خدمة، وهو في عقر داره دون أن يكلفه أي جهد أو عناء بمجرد ضغطة زر ينجز جمع أعماله بنفسه، فأي تقدم كهذا نتحدث، إنها العبقرية السعودية !!!
▪️اليوم الوطني لنا كسعوديين ذكرى خالدة لمنجزات وطنية كبيرة بحجم قارة تضم مختلف التضاريس والبيئات والكنوز والمعادن والنفائس تُشكل أرض المملكة العربية السعودية التي تمخضت عن عقول فذة وعبقرية متفردة بهرت العالم بابتكاراتها واختراعاتها؛ لتسجل أسطورة العصر بكثير مما قصر عنه علم الغرب أو جهابذة الطب والهندسة والتقنية في مختلف الفنون.. نحن هنا نفخر بقيادتنا التي هيأت السبل ووفرت الظروف لينال كلٌ قسطه الأوفر بل ليعيش بيئةً محفزة تشحذ الهمم، وتنمي المواهب وتصقل المهارات لينشأ ناشئ الفتيان بعقليات العباقرة؛ وليجد كلٌ القنوات التي تحتضن ميوله واتجاهاته ومبتغاه مجانًا؛ ليكون النتاج ثروة من أغنى الثروات!!
▪️ نحن في عهد ميمون في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين ننعم بالأمن الوارف والخير المستدام – بمشيئة الله- والرعاية الأبوية الحانية مما يجعل الألسن تلهج بالدعاء وعبارات الشكر والثناء العطر؛ حبًّا وولاءً، رضا وغبطة وسرورًا سيما أننا الأول في الرضا والسعادة الشعبية عن الخدمات المقدمة بينما يفتقد غيرنا لأبسط مقومات الحياة الكريمة.
▪️الحديث عن الوطن هو الحديث عن المكنون، عن الحب، عن الانتماء، عن الولاء، عن الكيان، عن الإنسان، عن المقدسات، عن المكتنزات، عن الدين والقيم، عن العادات والشيم، عن الوفاء والرفاء، عن الأرض والسماء، عن البحر والماء، عن الثروات والثراء، عن المنجزات والإباء، عن العلم والعلياء.. يا ترى هل سيكفي الحديث مقالًا؟!!
▪️باسمي، باسم كل مواطن نرفع أسمى آيات التبريكات والتهاني القلبية مغلفة بالحب والولاء لقيادتنا في هذا العرس الوطني الكبير الذي هو احتفاء لكل مواطن يفخر بوطن الأمن والسلام.
والسلام ختام.