للوطن في قلوبنا مكانة.
فذلك من أصول الديانة.
من جفى وطنه ضاع أمله.
ونقص عمله، وكان في جهاله.
الوطن هوية.
فمن لاوطن له لاهوية له.
ومن لاوطن له لا استقرار له.
إن احتفالنا السنوي باليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية يحملُ في طياته ذكرى تتجدد للأجيال من أبنائه بالنقلة النوعية الكبرى التي تحققت للوطن في كل جزء من أجزائه.
يذكرنا بالتاريخ الذي عاشه آباؤنا،،،
وبالمعاناة التي عاناها أجدادنا،،،،
يذكرنا كيف أن الأمن كان شبه مفقود ،،،
والطعام والشراب والكساء شبه معدوم ،،،
وكيف أن الصعوبات الأمنية التي كان يلاقيها المسافر بين مدينة وأخرى في هذا الوطن هي ضربٌ من التهور والمجازفة بالروح والمال.
لما كان يعتريهم من قطع للطرق والسلب والنهب، بل وحتى القتل والتشريد.
يسهب لنا التاريخ في سرد الأحداث المحزنة عن الحجاج عندما يكونون متجهين إلى مكة أو المدينة، وكيف كانت معاناتهم الدامية من دفع الإتاوات والأموال والأرواح لقطاع الطريق؛ كي يصلوا سالمين بأرواحهم إلى الديار المقدسة. حتى قيّض الله لبلادنا ذلك البطل الهمام المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ووحدها فأصبحت بعد ذلك آمنة مطمئنة تنعم برغد العيش والاستقرار.
نتذكر ذلك كل عام من خلال سرد التاريخ لنا ماكان لنقارنه بما تحقق اليوم من نعمة الأمن والاستقرار، والتنمية والبناء والحضارة التي تزدهر بها بلادنا يومًا بعد يوم وتنعم بها وشعبها الوفي ومن يفد إليها من غير مواطنيها؛ حيث أبدلنا الله بعد الجوع الشبع، وبعد الخوف الأمن، وبعد الجهل العلم والنور والبصيرة والحضارة.
ندرك بهذه الذكرى السنوية أهمية المحافظة على كل المعطيات العظيمة في هذا العهد الزاخر بفضل الله تعالى، ثم بفضل تخطيط القيادة الواعية الرشيدة الحازمة المخلصة لهذا الوطن وأهله، التي جعلت من القرآن والسنة دستورًا له؛ فالحياة بدونهما وبدون التقيد تعاليمهما السمحة ليست حياة مكتملة وليست قابلة للاستمرار.
وندرك أنه يكفينا في بلادنا أننا أخذ ثوابتنا الدينية، وقيمنا الفكرية، ومبادئنا الوطنية، وأعرافنا الاجتماعية من خلال فهم نصوص الكتاب والسنة، وسلف الأمة من العلماء، بلا تعسف ولا غلو ولا تفريط، فحققنا بذلك التوازن وإثبات أن إسلامنا لا يتعارض مع حضارتنا.
وكل عام والوطن بأمن واستقرار.