(سأجعل منكم شعبًا عظيمًا وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيرًا من تلك التي عرفها أجدادكم)
هذا الهدف من أعظم أهداف مؤسس هذه البلاد فلم يسعَ للمُلك فقط؛ بل أراد شعبًا عظيمًا يتمتع بالرفاهية والتطور والحضارة.
ها نحن اليوم في العام الحادي والتسعين من تأسيس هذه البلاد على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز آل سعود.
فالثالث والعشرون من سبتمبر، هو يوم جُمِعَ فيه الشتات ووحِّد الصف واتحدت الكلمة تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، فعندما تُقارن حالنا سابقًا بما نحن فيه الآن لا يسعك إلّا أن تحمد الله على ما نعيشه من نعمة الأمن والأمان.
هذا اليوم أعز الله به الإسلام؛ حيث حاربت الدولة السعودية كل عادات الجاهلية التي انتشرت قبل الحكم السعودي.
وفي هذا المقال نستذكر شيئًا من أهداف أبناء المؤسس الذين تعاقبوا على حكم هذه البلاد، وبثوها لنا عبر لقاءاتهم الصحفية أو كلماتهم في المؤتمرات وغيرها: فالملك سعود يقول: “إن اجتماع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم ولَم شعثهم هو أعظم ما يجب على كل مسلم أن يعمل لتحقيقه، وإنني أدعو المسلمين جميعًا أن يجمعوا على الحق صفوفهم، وأن يوحدوا كلمتهم، وأن يكونوا كالبنيان المرصوص”.
وقال الملك فيصل: “نحن ماضون بحول الله وقوته في سبيله ولن يُثنينا عن هذا الدين وعن هذه الدعوة لا قول ولا عمل؛ فالذي نرجوه من الله سبحانه وتعالى أن يثبت أقدام المسلمين، وأن يؤيدهم بنصرٍ من عنده وأن يوفقهم لاتباع كتابه وسنة رسوله وأن يهدي من زاغ أو ضل أو اشتبه”.
وقال الملك خالد: “لأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف؛ فإننا نحرص على بناء قاعدة اقتصادية قوية أساسها وقاعدتها الإنسان السعودي الذي نبني فيه القدرة على تحديات التعامل مع منجزات العصر، تلك القدرة التي أصبحت في مستوى رفيع من الأداء”.
وقال الملك فهد: “نحن لا ندّعي التفوق، ولكنني أؤكد أن هذا البلد يعتمد بعد الله على عقيدته الإسلاميـة، ومن اعتمد على عقيدته الإسلامية الصحيحة لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن يكون نصيبه كبيرًا جدًّا من الرقي والاندفاع لما فيه خير مواطنيه في جميع المجالات”.
ومن أشهر ما قاله الملك عبد الله: “المملكة العربية السعودية ماضية نحو تحقيق كل ما يعزز رخاء المواطن وازدهار الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره، والتيسير على المواطن؛ لتحقيق مختلف المتطلبات التي تكفل به حياة كريمة بإذن الله”.
وقال الملك سلمان -حفظه الله وأطال الله عمره-: “إن عليكم أيها الأبناء واجبًا عظيمًا تجاه دينكم ثم وطنكم فحافظُ القرآن لابُدّ أن يكونَ قدوة فاعلة، وأن يتخلقَ أخلاق القُرآن وبسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.
وتستمر هذه الأهداف، ويزداد هذا العطاء بطموحات قادة هذا الوطن ورغبات أبنائه برؤية تبناها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويقودها بكل احتراف.
وبعدُ: فالحديث عن الوطن والوطنية لن ينتهي ولن يتوقف، فالكل يستطيع أن يعبر عنه شعرًا، أم نثرًا، أم احتفالًا بكل شكل ولون، ولكن هذا الحب والفرح باليوم الوطني إذا لم يترجم على أرض الواقع بالمساهمة في بناء هذا الوطن كلٌّ على حسب مكانه وقدراته، فسيبقى هذا الحب شعورًا فقط؛ فالمحب المخلص هو من يتفانى لتعزيز ثقافة الانتماء، وغرس القيم التي أسس عليها هذا الكيان في أبناء الوطن.
وبهذه المناسبة العزيزة لا ننسى أولئك المجاهدين المرابطين على الثغور للدفاع عنّا وعن وطننا، الذين حُرموا الاحتفال مع أطفالهم وزوجاتهم، واحتفلوا بطريقتهم الخاصة في الدفاع عن هذا الوطن ومقدساته، فنسأل الله لهم النصر والعون والثبات، وأن يتقبل الشهداء منهم ويرفع منزلتهم.
وأخيرًا: نتقـدم بخالص التهانـي والتبريكات لمقام خـادم الحرميـن الشـريفين وسـمو ولي عهـده – حفظهما الله- بمناسبة اليوم الوطني الحادي والتسعين، ونسأل الله أن يحفظ مملكتنا وقيادتها وشـعبها، وأن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان.
همزة وصل:
“هناك أشخاص معينون ميالون إلى الشعور بالحسد طوال حياتهم. ويبدأ ذلك منذ نعومة أظافرهم”. ميلاني كلاين.