تحتل المملكة العربيةالسعودية منذ تأسيسها على يد موحدها الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – مكانة متميزة بين دول العالم ، لاسيما دورها البارز والريادي في المحافل الدولية ، ومشاركتها الفعالة وانضمامها للمنظمات الإقليمية والإسلامية والدولية ،وبعد أن قيض الله تعالى الملك عبد العزيز وأبناؤه الأوفياء من بعده لقيادتها ساهمت المملكة في دعم دول العالم حسيا ومعنويا ، وذلك من خلال المنظمات والهيئآت التي دعت إلى تأسيسها ورعايتها لتقديم الخير للعالم أجمع كمنظمة التعاون الإسلامي والتي تضم (٥٧) دولة ذات غالبية مسلمة ، وكذلك رابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من مكة المكرمة مقرا لها ، وكذا الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
وجاء إنشاء هذه المنظمات والهيئآت وفق استراتيجية حكيمة لدعم ونصرة المتضررين وإغاثتهم ، وتأتي في الصدارة القضية الفلسطينية ، وكذا بقية الدول التي لاقت ويلات الحرب مثل : لبنان ، والصومال ، وإرتريا، وأفغانستان ، والبوسنة والهرسك ،ولا تقتصر مساعداتها على الدول المسلمة فقط بل امتدت إلى غيرها بغض النظر عن الدين عند الكوارث والنوازل كحادثة تسونامي التي أصابت دول جنوب شرق آسيا ٢٠٠٤م.
وفي داخلها أكبر إنجاز حققته المملكة قضية الحج ، فتسهيلات المملكة لضيوف الرحمن يشهدها القاصي والداني منذ أيام الملك عبد العزيز إلى يومنا هذا ، فالقيادة الرشيدة ترعى الحرمين الشريفين وتعتني بهما ،وهما على رأس قائمة أولوياتها ، وهما قضيتها الكبرى ، فما من عهد إلا وللحرمين الشريفين توسعة ، وأخرها توسعة المغفور له – بإذن الله – خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، حيث زادت سعة المطاف لتستوعب أكثر من مائة ألف في الساعة.
وفي بناء الإنسان المملكة سعت جاهدة في ذلك من خلال دعم حركة التعليم وتطويرها ، فكثرت الجامعات ، وتنوعت التخصصات وفق برامج وخطط تحقق أهدافا بعيدة المدى .
فهذه الجامعات تستوعب السعوديين وغير السعوديين تأكيدالمكانة المملكة إقليمية ودولية.
فإذاكان اليوم الوطني السعودي هورمز الوحدة والترابط والتعاون بين أبناء الشعب الواحد ، بعد شتات وفراق وتناحر ، يذكرنا بمؤسس المملكة وموحدها لمابذله من جهود وتضحية لإعادة وتثبيت الأمن والإستقرار للملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز – رحمه الله – في ٢٣ من سبتمبر ١٩٣٢م .
وفي تحقيق السلام العالمي برعاية سعودية فحدث ولاحرج ، فدعمها ورعايتها لإيقاف الحرب في لبنان يؤكد ذلك عام ١٩٩٠م والمعروف بإتفاقية الطائف.
وكذلك المصالحة بين فتح وحماس في مكة المكرمة عام ٢٠٠٧م برعاية خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك عبد الله بن عبدالعزيز .
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان تشهد المملكة رعاية ودعما لمصالحات إقليمية ودولية ،أجلها المصالحة بين إريتريا وإثيوبيا في جدة على شرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في جدة ١٦ من سبتمبر ٢٠١٨م.
تصدرت المملكة بجهودها البارزة في دعم عملية السلام ونبذ التطرّف والإرهاب من خلال برامج ومشاريع جمعت بين الفكر والحزم ، فمركز الحرب الفكرية الذي أسسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في الرياض ليكون منبعا من منابع الوسطية والإعتدال ، ونبذ التطرّف والارهاب من خلال الوسائل والأجهزة الحديثة بالتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على جرثومة الارهاب واستئصالها .
والدعوة إلى التحالف العسكري للدول الإسلامية بقيادة المملكة تعطي رسالة واضحة أمام العالم دور المملكة في دعم السلام العالمي .
وفي هذا العهد الميمون تحت ظل سلمان الخير ومحمد العزم رأينا الدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية في مواجهة أزمة فيروس كورونا في الداخل والخارج ، وذلك بتجهيز المستشفيات والمستلزمات الطبية وكذلك التوعية الشاملة للمواطن والمقيم من خلال الإعلام وكذلك استحداث التطبيقات الالكترونية كي يتعامل معها الجميع للنجاة من الأزمة .
وعلى الصعيد الخارجي شاركت المملكة العربية السعودية بشكلٍ كبير في التعاون مع المجتمع الدولي للتخفيف من الأزمة ، فأرسلت الكثيرة من الطائرات المحملة بالأدوات الطبية والغذائية إضافة إلى الطواقم الطبية التي شاركت في المستشفيات كما رأينا في فرنسا وسويسرا حيث بلغ عدد الأطباء السعوديين أكثر من ٦٤٠ طيبيا، كل ذلك مما يدل على الإنجازات العظيمة التي تحققت في هذا العهد الميمون .
هاهي الملكة تعيش يومها الوطني ٩١تحت قيادة سلمان الخير ، من جمع بين الحزم والفكرة ، وسمو ولي عهده الأمين صاحب رؤية ٣٠ .
المملكة العربية السعودية ستظل سندا ودعما للإسلام والمسلمين بقيادتها الرشيدة الحكيمة .
————————————————-
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس