الشعرُ علّمني أعيش تفاؤلا
فمضيت أزرع بالحروف فسائلا
ودفنتُ في لغة المجاز صبابتي
ونصبت للوجع القديم حبائلا
أطلقت في الكلمات سرب حمائم
حيناً، وأحياناً ظِباً وأيائلا
وعشقت هذي الأرض رملاً هارباً
من جمرة الصحراء، غصناً ذابلا
أحببتها حطباً، غباراً ناشراً
جلبابَه فوق المدار جحافلا
وجهاً عروبيَ الملامح ما بدا
للكون إلا شعّ بدراً كاملا
أحببتها كفاً وقلباً ناصعاً
وفماً إلهيّ البيان ونائلا
وعشقتها طيناً وماء غمامةٍ
جبلاً وبحراً لا يُحدُّ وساحلا
قيماً على نهر الجلالة أينعت
فتمدّدت فوق البلاد قبائلا
أحببتها والجوع ملءُ جهاتها
والفقرُ يُمطرها دماراً شاملا
أفلا أحب اليوم من أحببتها
والخير في الصحراء سار جداولا
يا آخر العظماء يا محبوبتي
أقبلتُ أحمل عن هواك رسائلا
فصّلتُ فيها عن غرامك قصةً
ستظلّ في الأشواق حدّاً فاصلا
وقف الزمان على الطريق مقسّماً
بين الجهات معذّباً متسائلا
والتيهُ ينسج للعيون غشاوةً
ويدير في قدم الزمان سلاسلا
أومأتِ فابتدأ الزمان عبوره
وانداح درب العاشقين قوافلا
شاخ الزمان وأنت وجهك ناصعٌ
مهما تبدّل أوجهاً ومراحلا
ما ردد العشاق بيتاً خالداً
عبر المدى إلا وكنت القائلا
الله قدّر أن تكوني آيةً
تُتلى، وللتاريخ شغلاً شاغلا
كوني.. فكنتِ ريادةً وسيادةً
وقصيدةً تُروى، ومجداً حافلا
من عهد تُبّع ما انحنت لك قامةٌ
تتفتقين زوابعاً وزلازلا
الأرض تنبت وردةً وقتادةً
وثراك يُنبت قادةً وفضائلا
كم أفسح الباغون في آمالهم
فمضوا، وكم باغٍ يخطط آملا
وبقيتِ للدنيا منارةَ بهجةٍ
وتضاءل الباغون ظلا زائلا
يتساقطون دُمىً ونُورق فوقهم
ألقاً، ونثمر أذرعاً ومعاولا
يا دارُ مازلنا نخوض طريقنا
صفّاً، ونلقى العاصفات بواسلا
كنا نقول: أخٌ وأخطأ جاهلاً
فنغضّ عن غاوٍ، ونعذرُ جاهلا
واليوم لما أعلنوها حفلةً
للموت ما عُدنا نُجيد تنازلا
جئنا لهم لهباً وبرقاً خاطفاً
وكواكباً تهوي، وموتاً عاجلا
ثار الدمُ العربيُ جيشَ كرامةٍ
وهَمى أبابيلاً، وهلَّ قنابلا
لما يكون الحبُ وقفةَ مُخلصٍ
الموتُ فيه يصير حلاً عادلا
الله الله الله إلى ماشاء الله على هذا البديع والشعر الشعر