د. علي مليباري

هي لنا دار

تسعة عقود مضت منذ أن أرسى المؤسس؛ المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيّب الله ثراه – بنيان هذا الصرح الشامخ، والطود الأشم، بعد معركة التوحيد الخالدة عبر الزمن في سجلات تاريخ العالم الحديث، وطوال هذه العقود كان دأب أبنائه البررة، ملوك هذه البلاد الطاهرة، المضي قدمًا في مسيرة البذل والعطاء لرفعة ونمو وتطور مملكتنا الحبيبة، فكان لكل عهد من العهود السابقة بصمته المميزة وإنجازه الخالد..

وها نحن اليوم نستظل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد الأمين محمد بن سلمان – حفظهما الله ورعاهما – وأكثر ما يميز هذا العهد عن غيره من العهود السابقة أنه قد فتح للمملكة نافذة جديدة تمثّلت في رؤية 2030، التي أبدعتها عبقرية ولي العهد، فأبهرت العالم، وحوّلت بوصلة الاهتمام باتجاه المملكة لما انطوت عليه من مؤشرات غيّرت الصور النمطية عن المملكة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. فعلى إيقاع هذه الرؤية الباذخة تحرّر اقتصاد المملكة من الارتهان للنفط، وفُتحت آفاق استثمارية جديدة، وتنوّعت مصادر الدخل، بما أنعش الاقتصاد السعودي، ووفّر فرص العمل المختلفة لقطاع الشباب والخريجين، كما عملت هذه الرؤية على فك القيود التي كبّلت المرأة السعودية، ومكّنتها من ارتياد كافة الآفاق وفق إمكانياتها ومقدراتها ومواهبها، لتنافس زميلها الرجل في ميدان العمل الشريف، مخفورة بالثقة ومحروسة بالقيم السعودية الأصيلة..
لقد أثبتت المملكة للعالم أجمع قدرة فائقة إبان رئاستها لمجموعة العشرين في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، وقدّمت النموذج الأمثل لكيفية التعامل المنضبط في مثل هذه الجوائح العابرة، كما أبهرت العالم بقدرتها على التماسك الاقتصادي رغم حالة الكساد والخسارة الكبيرة التي هزّت الاقتصاد العالمي بسبب الجائحة، وكل هذا يكشف عن بُعد النظر الذي تتمتع به قيادتنا، والمكانة العالية التي باتت تتبوّأها المملكة، وهي تتصدّر المشهد في الذود عن أراضيها والمحيط الإقليمي ضد المد الصفوي، وتيارات الغلو والتطرف والإرهاب، بجانب موقفها الداعم للقضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية..
فحق لنا أن نحتفي بوطننا وقيادته الحكيمة، وأن نرفع أصواتنا في لحظة الفرح باليوم الوطني بكامل الولاء لقيادتنا والوقوف معها صفًّا واحدًا في معارك التطور والبناء وحماية المكتسبات الكبيرة، و”هي لنا دار” حقًّا وصدقًا. أبشر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى