المقالات

المرأة السعودية ٩١ عامًا..وحدائقها تزهر

تظل المرأة الوتر الحساس في الأيقونة الاجتماعية التي يدندن عليها الجميع، ملهمة الشعراء والقاصين والمنظرين، وكل منهم له شأن، مفردة المرأة عامل جذب عندما تعلق عليها القضايا.

وتظل المرأة السعودية بالذات مجال استهداف واسع النطاق، لماذا؟. لأنها وبالمختصر المفيدة مازالت متمسكة بدينها وبتعاليمه، ومازالت ترتدي ثوب الحياء والعفة والاحترام وبإذن الله تستمر، ولا يغرنكم ذلك القذى المنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، أولئك الفتات العفن الذي ستذروه رياح الخيبة والندم عندما يفقن في مزبلة الحياة.
من يريد رؤية الحقيقة ينزل إلى الشارع، وينظر إلى من خلف مقود السيارة ويقيس، المرأة السعودية الشامخة كما طويق والسرات وأجا وسلمى وتلك الرواسي على امتداد وطننا الحبيب، هي من علت وسمت، وارتفعت بدينها وعلمها ومكاسبها في الحياة ابتداء من عهد النبي المصطفى، وحتى العهد الميمون وتوحيد المملكة.
ولا تخفى الشواهد التي تدل على اهتمام ولاة الأمر بالمرأة السعودية؛ بوصفها ركيزة مهمة في بناء المجتمع، فرغم انشغال الملك عبدالعزيز “رحمه الله” بعد توحيد البلاد ببناء الدولة وتأسيس أنظمتها الداخلية والخارجية، إلا أنه قام  بتعزيز مكانة المرأة في المجتمع أسوة بالرجل، وفق القيم والمبادئ الشرعية، فدعم إنشاء أكثر من 180 دارًا للكتاتيب، إضافة إلى الدور التي كانت موجودة قبل عهده، والتي انضم إليها عديد من النساء لتعلم علوم الدين الشرعية والحياتية.
واهتمت الأميرات في عهد الملك عبدالعزيز، بالعلم الشرعي، وعملن على نشره من خلال جعل ما يقتنين من مخطوطات وكتب فقهية تاريخية “وقفًا خيريًا على طلبة العلم”، كما فعلت حرَم الملك المؤسس الأميرة حصة بنت أحمد السديري التي جعلت مخطوطة “الفروع في الفقه” للشيخ الحنبلي شمس الدين محمد بن مفلح المتوفى سنة 763هـ وقفًا على طلبة العلم؛ ليستفيدوا منها دون أن تُباع لهم.
وتوالى مد الخير وتنوير المرأة وبنائها من الداخل؛ لتكون هي الرافد والدعامة للأسرة والمجتمع وللوطن. منذ ذلك العهد الميمون وعبر الزمن وتوالي الملوك -رحمهم الله- والاهتمام بتعليم المرأة يتطور مع تطور الحياة ومتطلباتها.
في وقتنا الحاضر أكثر من 2.5 مليون طالبة يدرسن في مختلف مراحل التعليم العام، ويتلقين تعليمهن على يد 300750 معلمة في 18710 مدارس للبنات في محافظات ومناطق المملكة، كما يدرس منهن 515.192 طالبة في البكالوريوس و24.498 طالبة في الدراسات العليا موزعات في أكثر من 300 كلية ومعهد عال في المملكة.
وأي مؤرخ لمكاسب المرأة السعودية وإنجازاتها في عهد الملك سلمان “حفظه الله” خلال السنوات السبع الماضية من يوم 23 يناير 2015 إلى يومنا هذا يلمس نقلة نوعية للمرأة تمت في هذا العهد المبارك من خلال مراسيم وقرارات ملكية تاريخية وجريئة منحت المرأة السعودية حقوقًا منحها إيّاها الخالق وحرمها منها المخلوق عقودًا وقرونًا؛ إذ أزالت تلك القرارات، سطوة بعض الاعراف والعادات التي تكونت نتيجة تحولات فكرية للمجتمع.
ولعل من أهمها وإن كانت جميعها مهمة وعملت على تمكين المرأة:
▪️قيادة السيارة.
▪️الحصول على حق الحضانة والإنفاق على الأطفال وحقوقها كمطلقة.
▪️فتح مجال العمل حسب ماتستطيع ومايوافق قدراتها، ويضمن اكتفاءها.
بالإضافة إلى القرارات الأخرى والتي لا تقل أهمية وضمنت كرامتها، وعززت ثقتها وقدراتها على الحياة الكريمة، فالمرأة المكرمة تربي الكرام، والحرة تربي الأحرار، ومن انكسرت سوف تنكسر بين يديها الحياة.
ابحثوا في المدارس والمستشفيات والشركات ودور الأبحاث والأمن، وعلى منصات التتويج والنجاح وفي كل مجال يبث الحيوية في أوصال المجتمع والوطن، تجدون المرأة شريكًا رئيسًا في حركة البناء والتطوير والأهم الأهم هي من تهتم بالأساس بكل حب وحنان.
باختصار….
“الحياة امرأة ورجل تنمو بينهما الحياة”
دام عزك ياوطن”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى