د. جرمان الشهري

التصرفات الشاذة في اليوم الوطني

بعد هدوء العاصفة وانتهاء فعاليات واحتفالات اليوم الوطني، وبعد ما لاحظناه وشاهدناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من تجاوزات وسلوكيات سلبية لفئة محدودة من الشباب والفتيات، الذين لا يمثلون المجتمع السعودي الأبي في سلوكياته وأخلاقياته وتربيته..

نعم..إنهم فئة قليلة شاذة، وأتوقع أن أغلب تلك الفئة من غير السعوديين الذين شاركونا في الاحتفاء بيومنا الوطني المجيد، فكانت مشاركتهم بمثابة البقع السوداء في القماش الأبيض، لقد أساءوا لوطننا الغالي بقصد أو بدون قصد، والله أعلم عن النيات..
الإعلام الأجنبي الذي لا يعرف السعودية على حقيقتها استغل الفرصة، ونسب كل تلك المناظر المؤسفة إلى المجتمع السعودي عامة دون أن يفرق، وهذا غير صحيح، ولكنه كان ضمن المشاهد التي عُرضت للإعلام في يومنا الوطني بسبب أولئك القلة الذين لا يمثلون بلدنا، ولا ينتمون إلى ثقافتنا..

أتمنى أن تكون الجهات المختصة والمعنية بتنظيم فعاليات اليوم الوطني، استفادت من هذا المشهد السيئ الذي صاحب احتفال اليوم الوطني الحادي والتسعين، لكي نتجنبه -بإذن الله- في احتفاء اليوم الوطني الثاني والتسعين..

وبالتأكيد رجال الأمن بذلوا كل مافي وسعهم؛ لرصد جميع المخالفين للنظام وللذوق العام، ولكنهم ليسوا مسؤولين عن تربية الناس، فتلك مسؤولية ولاة الأمور الذين تُلقى على عواتقهم تهذيب الأخلاق والسلوكيات لأبنائهم وبناتهم ..

يومنا الوطني يوم عظيم وتاريخ مجيد ومسيرة نجاح وكفاح، وبالتالي يجب أن يكون الاحتفاء به على مستوى هذا الحدث الكبير، الذي توحدت فيه المملكة من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، توحدت تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وارتصت الصفوف وتآلفت القلوب، وتآزرت اللحمة بين جميع المواطنين وقيادتهم، بقيادة صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وتوارث هذا المجد العظيم بعد المؤسس، الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمة الله عليهم- أجمعين، حتى آل العهد إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسدد خطاه ونصره بنصره، ووطنا يرفل بالرخاء من عز إلى عز، ومن تقدم إلى ازدهار ونماء واستقرار ..

ولهذا أرى أن يكون لاحتفائنا باليوم الوطني سنويًّا مرجعية رسمية تضبط السلوكيات وتؤطرها بإطارها القانوني الصحيح، والمرجعية التي أعنيها، هي عبارة تاريخية خالدة وردت في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، عند افتتاحه لإحدى جلسات مجلس الشورى في مدينة الرياض؛ حيث قال مقولته العظيمة التي ستبقى فخرًا لنا ومرجعًا قانونيًّا نعتد به في هذا الوطن الغالي لكل مناسباتنا واحتفالاتنا، وهي (لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالًا، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال) هذه المقولة الملكية الذهبية يجب أن نضعها عنوانًا لكل محفل، ونعتمدها شعارًا رسميًّا نتوج به مسيرتنا التطويرية؛ لتحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠ كما يجب أن تكون..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى