قاب قوسين أو أدنى أصبحنا نقترب من المحطة المفصلية التي ستحدد شكل ورسم الحكومة العراقية المقبلة محطة توقف عندها المئات من المتنافسين؛ ليصعد ركب العملية السياسية، البعض منهم يسعى لخدمة أهله والآخر يجد فيها مكسبًا جديدًا يُضاف إلى سلسلة من المكاسب التي اعتاد عليها.
بصرف النظر عن الشعارات التي غطت وجه بغداد وكافة المدن العراقية، والتي اتفق الجميع فيها على النهوض بواقع بلد مزَّقته الحروب ودمرته سياسات مراهقة، الآن أصبحت القضية أبعد وأكبر من مرحلة تبديل للوجوه بل هي قضية ترتبط بالدين والمصير والهوية؛ ولأننا شعب فاقد للأمل، وتخيَّم علينا صبغة اليأس من القادم وتكرار ذات الوجوه والسيناريوهات نعترف بأننا غير قادرين على مواجهة العالم ما لم نسعَ إلى الاختيار الصحيح.
وهنا سيكون الناخب في مواجهة صعبة خصوصًا أبناء المكوَّن السني الذين أصبحوا كالطرد البريدي تتقاذف الأحزاب مصيرهم؛ خصوصًا تلك الأحزاب التي حكمت باسم المكون خلال الفترة الماضية، واتجهت نحو أهدافها بذات الاسم بينما يتقلَّب حال المكون بين الكرامة والإذلال.
وها هي اليوم تعود بنفس شعاراتها القديمة غير أن واقع الحال يُشير إلى أن تقدم حال أبناء المكوَّن دونما أمل في النجاة، وستبقى ذكرى العراق الكبير حبيسة في قلوبهم، وإذا عزمتم فتوكلوا لاختيار الأصلح.