كان القرويون في الباحة يمارسون الرياضة من خلال تسلق الجبال والجري والقفز والسباحة في الآبار والغدران، وبعض الألعاب والتمارين البسيطة، وعندما فتحت المدارس توفرت بعض الاحتياجات الرياضية مثل الجمباز الذي كان يطلق عليه “الحصان” وكرة القدم والطائرة والسلة وتنس الطاولة، ولم يكن هناك أندية رسمية سوى فرق رياضية في بعض القرى الكبيرة مثل رغدان الظفير الأطاولة بلجرشي الحمران وغيرها وتحدث منافسات خصوصا في كرة القدم وزاد من تنمية الرياضة في الباحة وجود المدارس الثانوية والمعهد الثانوي واحتدام التنافس بينها وبرز عدد من اللاعبين أمثال أبو ليلى وسعيد مشهور وعبدالرحمن حافظ وصالح عباس وعبدالرحمن ظافر وغيرهم، أما العلاقة مع الأندية السعودية الكبيرة من خلال ما تنشره الصحف اليومية وتبثه الإذاعة السعودية ليتم متابعتها عبر الأثير بصوت عبدالرحمن الرمضان ليكون اللاعب سعيد غراب حاضرا في حديث المجالس الرياضية لتأتي مرحلة متقدمة وهو التفكير في تأسيس أندية رياضية ليكون قصب السبق لنادي السراة برغدان كأول ناد تأسس في منطقة الباحة بشعاره الأزرق والأبيض والأحمر وأوقد ذلك الحماس لدى شبان بعض القرى ليتأسس ناديان هما نادي غامد في بلجرشي ونادي زهران في الأطاولة لتشكل منظومة في التنافس بينها وبين أندية وج ومنيف وعكاظ تتبع مكتب الطائف وينظم لاحقا نادي التسامح بالقنفذة وتعد فترة مهمة لتطور الرياضة بمنطقة الباحة وكان نشاط تلك الأندية لا يقتصر على الجانب الرياضي بل الثقافي والفني، والحديث عن تفاصيل المشاركات والبطولات والمنافسات يطول إلا أنني اكتفي بالحديث عن مرحلة كنت عضوا في نادي السراة مسؤولا عن النشاط الاجتماعي وزميلي الأستاذ محمد ربيع عن النشاط الثقافي والأستاذ صالح ملة رئيسًا للنادي يرحمه الله وتتوزع بقية المسؤوليات على الزملاء الأستاذ عبدالله حلان نائبا للرئيس وسعدي عيد مسؤولا عن كرة القدم وبقية الأعضاء عبدالحميد جمعان يرحمه الله وأحمد مديس وتركي حسن ، وتمكن نادي السراة من تمثيل المنطقة في بطولة أندية الدرجة الثاني والتي أقيمت في الطائف كانت تجربة جيدة لفريق النادي ومدرب الفريق الكابتن أحمد عايد يرحمه الله رغم الخسارة التي مني بها الفريق،
ولمّا كنت شغوفا بالإعلام عملت مراسلا لصحيفة الرياض لنقل أخبار منطقة الباحة فضلا عن نشاط النادي و إصدار مطويات عن أسابيع الشجرة والمرور والمساجد أمضيت عامين بعدها قدمت اعتذاري وقتها لارتباطي كمعلم جغرافيا في ثانوية رغدان، يمكن القول بأن أندية الباحة الأربعة كانت تراوح في مكانها دون التمكن من الصعود للدرجة الأولى وكثيرا ما يكون السبب هجرة اللاعبين بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية وسفرهم للدراسة في الجامعات السعودية فضلا عن عدم توفر مقرات للأندية وملاعب جيدة لذا بقيت في الدرجة الثانية، وبعد أن استلم الأستاذ صالح مديس رئاسة النادي بعامين رغب مجلس الإدارة انضمامي لاعتذار قدمه أحد الأعضاء وافقت لنكمل مسيرة العمل بوجود عدد من الأعضاء المتحمسين واستطيع القول بأن العامين كانا حافلين بالعطاء بحسب المقاييس آنذاك والدعم الذي تقدمه رعاية الشباب على أندية الدرجة الثانية استلمنا وقتها أرض النادي على مساحة واسعة على طريق المطار. وقد حقق النادي وقتها نتائج مقبولة في عدد من الألعاب تم توثيقها في إصدار وثائقي عن مسيرة النادي، ركز النادي على الجانبين الثقافي والفني بتنظيم الندوات والمحاضرات والمعارض الفنية والمسرح وتعزيز الفكرة التي طرحها سمو الأمير مشعل بن محمد بن سعود بتكوين منتخب باسم منطقة الباحة باختيار أفضل العناصر وبالفعل تشكل الفريق ليلتقي بأندية الدرجة الممتازة كالنصر والأهلي في ملعب مدينة الملك سعود الرياضية وتعززت فكرة الروح الجمالية وقبول النتيجة لكون الرياضة روح جمالية وتعاون وترفيه وثقافة وحققت الدمج بين الأندية استمرار اللقاءات بين أعضاء مجالس الإدارة مما يستحق الأمير مشعل بن محمد بن سعود الشكر والتقدير لتلك الفكرة الألمعية ،
وربما لا يعرف البعض بأن وجود الأندية سبق تأسيس مكتب لرعاية الشباب بالباحة لتحظى الباحة فيما بعد بالموافقة على فتح مكتب لرعاية الشباب اسندت إدارته للأستاذ سعيد بن جمعان الغامدي وهو شخصية رياضية واعية ومحبوبة حريص على الارتقاء بالرياضة في الباحة ولفت هذا التميز الإداري سمو الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب حينذاك لترشيحه مديرا لمكتب المنطقة الغربية، ولكون المنطقة ولادة بالمبدعين كان الراحل الأستاذ عبدالله مله كفاءة إدارية متميزة وشخصية ذكية ومقبولة من أطياف الشباب وتتابعت ثمار الخير بإنجاز المدينة الرياضية في المنطقة لتحمل فيما بعد اسم مدينة الملك سعود الرياضية وبالفعل تعد مفخرة لهذا الوطن فهي واحدة من المعالم الحضارية في الباحة، وأصبحت الباحة قادرة على استضافة الأندية الكبيرة سواء في منافسات رياضية أو تنظيم معسكرات وأقيمت بطولات على مستوى المملكة في لعبة كرة القدم لتحظى بتغطيات إعلامية مميزة وكنت وقتها مراسلا لصحيفة الرياض لأشارك في تقديم صفحة يومية عن تلك المنافسات الرياضية، سنتان أمضيتهما في نادي السراة بقيادة الزميل أ. صاح مديس لنراقب الحركة الرياضية عن بعد، لتأتي مرحلة تغيير مسميات الأندية السراة الباحة غامد الحجاز زهران العميد وأخيرا استقر على العين الذي قفز بمستواه في لعبة كرة القدم ليصل الى اندية الدرجة الممتازة ليضع للرياضة في الباحة منصة عالية المقام وعلى مستوى أندية المملكة البارزة، وجاء ذلك بدعم ومؤازرة من سمو أمير منطقة الباحة الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدا للعزيز وسخاء وعطاء رجال الأعمال والتفاف صادق من أعضاء نادي العين ومنسوبيه.
الحديث عن الرياضة يطول ويطول وددت فقط سرد علاقتي بالرياضة وهناك من لديه الكثير من المعلومات لأضع هذا المقال مفتاحًا لمن يريد التصحيح أو الإضافة.
0