مرَّت رياضتنا بمراحل متعدد، وأطوار مختلفة على مدار عقود من الزمن، وكانت الرياضة بكافة ألعابها تتأرجح في نطاق ضيق، إلا أن كرة القدم -وهي اللعبة الأكثر شعبية- استطاعت عبور دائرة النطاق المحلي، والقاري إلى المشاركات العالمة، وحينها كانت تتربع على عرش السيادة الآسيوية، حتى أن مظاهر تلك الأفراح لاتزال عالقةً في أذهان معاصريها من ذلك الجيل إلى اليوم، فخبا ذلك الوهج في السنوات الأخيرة، ولم تعد الأجيال المتعاقبة على إدارة شؤون الرياضة قادرةً على استعادة تلك الهيبة، لتبقى كرة القدم السعودية التي كانت حاضرةً بقوة على كل الأصعدة للمنافسة بكل البطولات تُصارع لانتزاع عرشها الآسيوي، فلم تستطع..وحين انطلقت فعاليات برامج رؤية المملكة (٢٠٣٠) كانت الرياضة ضمن استراتيجيات التحوّل الوطني، فأنشئت وزارة الرياضة لتكون نواةً لانطلاق مرحلة جديدة في عالم التطوير، والتنظيم، وهيكلة الرياضة بجميع مجالاتها، وبمختلف مسمياتها..
ومن هنا لمسنا تصاعدًا في مؤشرات الجودة التي بها بدأنا نستعيد الثقة في قدرات منتخباتنا، ونتطلع إلى أن تُتوَّج هذه الجهود المدعومة من الدولة على كل المستويات بتحقيق الإنجازات، وطالما أن منتخبنا الوطني الأول يخوض بهذه الأيام التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وأصبح متقدمًا على منافسيه فنيًّا، ونقطيًّا متصدرًا، فعلينا أن نقف بواقعية لنكون رافدًا من روافد الدعم، والمساندة بالكلمة الصادقة، والمحفزة لاسيما أن المرحلة تتطلب منّا كإعلام التلاحم، والابتعاد عن التبجيل الممزوج بالتملق، والتجرد من الانتقاد الممجوج الذي يتقلب فيه أصحابه على فراش التعصب للأندية ..وعسى أن تقوم برامجنا الرياضية التلفزيونية بإعادة هيكلة أنظمتها لتجتث فساد التعصب، وتسحب الثقة من المروّجين له، والمحبطين؛ لأننا وفق المعطيات نشعر بأن كرة القدم تتقدم بخُطا ثابتة، وواثقة نحو الإنجازات ..
وفي خضمّ هذه الأحداث الرياضية نجد أن أنديتنا حاضرةً، وبقوة على المستوى الآسيوي بقيادة زعيم آسيا، ومعه فريق النصر المنافسان لأندية القارة على كأس دوري أبطال آسيا الذي حققه الهلال ثلاث مرات في حين النصر يسعى جاهدًا لكسبه للمرة الأولى ..
كلنا نقف مع منتجبنا بتجرد من الألوان، وندعم الهلال والنصر معًا لحصد إنجاز جديد لكرة القدم السعودية..قلوبنا مع الأخضر أينما حلّ، وكلنا دعم لأنديتنا التي تُمثل الوطن بعيدًا عن التعصب.. والتوفيق حليفنا بإذن الله.
0