أتى قرار تخفيف الاحترازات الصحية والإجراءات الاحترازية بشارة خير للتعافي من جائحة كورونا، وقرب تجاوزها -بإذن الله- والعودة للحياة الطبيعية بدون قيود.
وما بين الإلزام بارتداء الكمامة إلى عدم الإلزام بها “عدا الأماكن المستثناة”، وإلغاء التباعد؛ مرت فترات عصيبة وتحديات كبيرة واجهتها حكومتنا الرشيدة بثبات، وتعاملت معها بقرارات حكيمة وحازمة، وسخرت لها كافة الإمكانات البشرية والمادية للتعامل مع تطورات الجائحة، وجعلت الحفاظ على حياة الإنسان هدفًا أساسيًا، وتحملت الأعباء الاقتصادية في سبيل ذلك، وسعت في توفير اللقاحات للتحصين ضد ذلك الزائر الخفي فايروس كورونا، وانعكس إيجابيًا على ارتياح المواطنين والمقيمين وشعورهم بالمسؤولية، وتقديرهم لأهمية الالتزام بالتعليمات، وتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من الخطر في وقتٍ كابرت دول العالم الكبرى، وتأخرت في إجراءاتها حتى تصدر مشهدها الإعلامي مشاهد مؤلمة وحصد للأرواح؛ نتيجة التزايد المخيف لأعداد المصابين بفايروس كورونا في حينه.
جهود بذلت ونفوس عظيمة عَمِلت وتطوعت، وفي مقدمتهم أبطال القطاع الصحي أو كما يحلو وصفهم بالجيش الأبيض، وقطاعاتنا الأمنية برجالها البواسل في أنحاء وطننا الغالي وعلى الحدود.
ودروس للًمستقبل وثٍّقًت بنجاح المراهنة على قدرة الشباب السعودي الطموح على ترجمة دعم القيادة واهتمامها بالجانب التقني ممثلة في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي من خلال بناء برامج مواكبة لظروف الجائحة والحاجة للمتابعة الصحية والأمنية، وأبرزها تطبيق “توكلنا” الذي تم تطويره وفق تطور مراحل الجائحة، ولازال حتى أصبح تطبيقًا شاملًا مفيدًا يوفر خدمات إضافية في مجالات أخرى يحتاجها المواطن والمقيم.
وقفات وذكريات، وقلق عام ولحظات ألم وأحزان وحالات فقد لأحباب وأصدقاء -رحمهم الله- وتدريبات عملية للتعامل مع الأزمات لا ننكر أنها غيرت في سلوكياتنا، بدءًا من تطبيق منع التجول كليًا ثم جزئيًا حتى انتهائه، وتطبيق التباعد حتى إلغائه، والآن شارفنا على اقتراب العودة لحياةٍ طبيعية آمنة فالحمد لله.
0