من نعم الله علينا أنه منحنا القدرة على التخيل، ومنحنا كذلك القدرة على التفكير، وتكوين صور وخيالات مختلفة عن الواقع في أذهاننا ..
ولكن تعامل المبدعين مع هذه القدرات من التخيل والتفكير تختلف عن طريقة تفكير الأشخاص العاديين.
فمن مهارات المبدع واختلافه عن الآخرين أنه ينقل الفكرة من الخيال، ويجعلها نابضة بالحياة على أرض الواقع ..
والخيال بالنسبة للمبدع منبع لا ينضب يستقي منه أفكاره، ويجعله ينظر للواقع بعين مختلفة، ويبحث عن مواطن الإبداع والحلول الابتكارية حتى في الأمور البسيطة التي قد لا تكون ملفتة أو واضحة.
كما أن المبدع شخص مرن ولديه تقبل كبير للاختلاف، وتقبل كبير للآراء المتعددة والأفكار غير المألوفة، بل إنه يستطيع توظيفها بطريقة جميلة ويضيف إليها لمساته الإبداعية ..
والمبدعون دائمًا يكرهون التقييد والروتين الممل بل إنهم يبحثون عن التجديد في كل ما يكلفون به من مهام وأعمال.
وكثيرًا ما تتداخل مفاهيم الإبداع والابتكار في استخداماتها، وفي وصفها لكل من المبدعين والمبتكرين، ولكن بشكل عام يمكن القول إن كل من الإبداع والابتكار يعبران عن النظر إلى الواقع بطريقة مختلفة.
ومن المزايا العظيمة التي تميز ملكة الإبداع في الإنسان أنها مهارة قابلة للاكتساب والتطوير عن طريق ممارسة الطرق الإبداعية في التفكير، وعن طريق مخالطة المبدعين، والاستفادة من تجاربهم ومن نظرتهم المختلفة للحياة ..
باختصار لا يوجد ما يمنعك من أن تكون مبدعًا، فكن مبدعًا..