لا تزال النفس توَّاقة للعروض والخصومات، ولازلنا نأنس بالتخفيضات الحصرية رغم عدم احتياجنا لها، هكذا اعتدنا منذ الأزل، منذ أن كنَّا نذهب إلى الأسواق، وتلفتنا اللوحات الحمراء الخاصة بالخصومات والعروض.
ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلانية التي باتت تُقدم لنا أجمل المزايا، ونحن في منازلنا، وأصبحنا نتمم العمليات الشرائية في كل وقتٍ وحين حتى خارج الأوقات الاعتيادية، مستثمرين التطبيقات والتطورات التقنية.
هذا الأمر بات جميلًا ولكنه يستنزف كثيرًا، أصبحنا عُرضة للشراء في كل الظروف لاسيما أنه أضيفت مؤخرًا العديد من التسهيلات وخيارات التقسيط التي أتاحتها معظم المتاجر الإلكترونية، تبرز إيجابياتها بكل وضوح وفي الوقت ذاته هي مضادة لمبدأ الادخار والتوفير، لمسات على الأجهزة تستنزف المال الكثير.
نعومة أيدي الأبناء والبنات قد تتجاوز حدود سخاء الآباء والأمهات، وتودعهم في وهم التقصير، وعدم تلبية الحاجات غير المحتاجة فعلًا، كل علامة تجارية لم تصنع إلا لتسوق لمنتجها وكل مسوق لم يوظف إلا لترويج سلعته، ولكن تجاوز الأمر حدود المحدودين ذوي الدخول المتواضعة الأغنياء بروحهم وقناعتهم.
التسوق الإلكتروني في حاجة إلى توعية للرفق بالمستهلك، والأنفس المفتوحة بحاجة إلى تكميم الرغبات، اللمسات المؤدية للشراء بحاجة إلى تغيير مسارها بين التطبيقات الشرائية إلى تطبيقات أخرى مجانية.
في الجانب الاقتصادي نحن بحاجة إلى تعزيز الادخار والاستثمار المالي، وفي الجانب الشرعي نكتفي أننا سنسأل عن المال “فيما أنفقه”، وحذاري أن ندخل في أخوة الشيطان (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ).
لنأخذ احتياجنا فقط، ونثقف من نعول أن التسوق الإلكتروني هو نفس تلك الرحلة التي نذهب إليها بتنسيق مسبق وبميزانية محددة، فرفقًا يارفاق.
جميل .. سلمت اناملك
مبدع القلم والاحساس
في الصميم فعلا صارت الفلوس تطير مع التسوق الالكتروني.
مقال في الصميم?
سلمت ،،
دائما عباراتك تلامس الواقع
وفقك الله اخي الحبيب
جميل ان يكون هناك محفظة نقدية للابناء منها يستهلكون كمالياتهم اي يدخر الاب مبلغا لابنائه كمكافأة لهم مقابل اعمال او تكاليف يعملونها ثم يتيح لهم فرصة التسوق الالكتروني حسب النقد المرصود لهم في محفظتهم هنا جمع بين التربية وتعزيز التوفير وحفظ المال.
احسنت ابا سعيد
سدد الله قلمك للصواب دوما.