في ليلة امتزجت أجواؤها بين الدفء والنسمات الباردة، وبين الظلمة والأضواء المتفرقة، وبيت هذه وتلك من المشاعر المترامية عزمت على جولة أدبية .. أتطلع فيها لجماليات النص وحكايات القلوب، ومشاعر الحروف وابتسامات الكلمة وتقلباتها ..
بدأت الجولة الأدبية ووقع الاختيار على ديوان الشاعر السعودي محمد الثبيتي، فقرأت :
هنا أنحرُ الليلَ، أغني الزمان
هنا أتلقَّى حديث القمرْ
هنا أقتلُ الشِّعرَ عند الغروبِ
وأبعثهُ حينَ يأتي السحرْ
هنا أصهرُ النورَ حتَّى يذوب
وألقي في عيون الزهرْ
بقيت للحظات أقرأ للشاعر من هنا وهناك، أربط بين بعض صوره وما جاء في قصائد لشعراء آخرين ….
وبين تلك اللحظات، أستقطع وقتا لقراءة ما يصل من رسائل تطبيقات التواصل .. وكان من بينها رسالة .. بعد ألوان من التحايا .. سأرسل شيئا من النصوص التي ستجدها مع غيري في كتابي الأدبي الخامس وهو الآن في إحدى كبريات المطابع لطباعته وسأهديك منه نسخة فور الانتهاء من طباعته ..
رسالة في الوقت المناسب .. فالقلب بين حدائق الأدب يتجول ليقطف من كل شجرة في كل حديقة وردة جميلة ..
وهاهي بعض الأشجار ستصلني دون بحث أو عناء، لتزين مجلسي برائحتها وألوانها الزاهية، وتبعث في نفسي مزيدا من التأمل الفكري والأدبي، وتحرك الدراسة التأملية والتفكير الاستقرائي والاستنباطي لتكمل ما بدأته القصائد السابقة من تأثير وما تركته من أثر ..
وصل أول النصوص .. بدأت بالقراءة .. تلعثمت الحروف .. أعدت القراءة .. استبدلت المستوى الفكري للقراءة بمستوى أقل .. عاودت القراءة بنمطية مختلفة … النتيجة لا جدوى
هل نسيت قواعد القراءة أم النص ليس منضبطا على أية قاعدة ..
وااالغتاااه
انتهاكات لقواعد اللغة، ركاكة في الأسلوب، سذاجة في الطرح، قدرات متردية، وعبارات نطيحة، وما أكل السبع ولن يأكل مما سيجد من مخلفات، لا ترقى أن تسمى يوما من الأيام تراثا ..
وااا أسفاه .. هو الكتاب الخامس، والتجربة ذات العدد المتقدم، فكيف ببدايات التجارب والمؤلفات السابقة .. لكن ذلك دعاني للغوص في نتاج العديد ممن ينسبون أنفسهم للمجالات والمجالس والأندية الثقافية فرأيت ما لا يسر خاطرا، ولا يقر ناظرا، وجدت من العبث أوسعه، ومن الأدب أضعفه ..
رأيت كاتبا يعتلي صفحات الصحف، ويتصدر مجالس الأدب، يقول في مقالة امتلأت بالأخطاء : إحدى الأيام .. تذكرت حينها قولا نقديا لشاعر جاهلي، قال عندما سمع شاعراً ينشد : ( بناج عليه الصيعرية مكدم ) فقال : استنوق الجمل .. وكاتبنا يظلم الأيام، وينوم الأحلام، ويزيد الأسقام .
فمع صاحب النص الأدبي، والمؤلفات الخمس، وصاحب الأيام المؤنثة .
لا للأدب .. لا للفكر .. لا للثقافة .
فإما حياة تسر الصديق … وإما ممات يغيض العدا .
0