حمود الفقيه

فيتامين ” لا “

كلما تذكَّرت بيت شعر الفرزدق في مدح على بن الحسين:
ماقال لا قط إلا في تشهده
لولا التشهد كانت لاءه نعم

حضر حال الآباء والأمهات مع أطفالهم فكم يشقون لتلبية طلباتهم؛ فهم لا يرفضون مطلقًا طلباتهم مهما كانت.
يتربى الطفل، ويكبر تحت ظل الطلبات المُلباة من والديه؛ فيصبح أنانيًا عنيدًا لا يتحمل مسؤولية، ولا يملك قوة ورباطة جأش أمام مصاعب الحياة ومنعطفاتها المؤلمة.

” لا ” أو ” فيتامين لا” كما يقول البروفيسور الأميركي جون روزموند أستاذ علم النفس العائلي، والمتخصص في الكتابة عن الأسرة؛
حيث يطالب بأن يقول الوالدان لأطفالهم كلمة ” لا ” ويشرح فكرته قائلًا: “إن الآباء يلبون طلبات أطفالهم التي لا تنتهي بهدف إسعادهم والترفيه عنهم. فالآباء يتعبون ويبذلون جهدًا مضاعفًا في أعمالهم من أجل توفير الأموال التي يشترون بها ألعابا لأبنائهم، غير أن الآباء لا يعلمون أنهم بذلك يتسببون في جعل أطفالهم يدمنون على مثل هذه الأفعال؛ لأنهم لن يشبعوا ولن يتوقفوا عن طلب المزيد، وأبدًا لن يشعروا بطعم السعادة، حتى عندما يكبرون، وهو ما أطلق عليه روزموند اسم (مرض إشباع الرغبات).”

لكي تحقق طلبات الطفل يجب أن تطالبه ببعض الإنجازات، وتعطيه كمكافأة على أداء مهمة معينة وفق اتفاق بين الطرفين الطفل وأحد الوالدين.
ولعل قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أبلغ من قول البروفيسور الأمريكي عندما قال ناصحا: “اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم”.

اصرفوا من فيتامين” لا ” بما يضمن تربية أطفالكم في الإطار الصحيح ليس كل نعم في صالح الطفل، وليس كل لا في غير صالحه، زاوج بينهما فلا الحرمان جيد، ولا الإسراف في تلبية طالباتهم حسن.

حمود احمد الفقيه

تربوي متقاعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى