المقالات

موسم الرياض ٢٠٢١ نجاح سعودي لرؤية بن سلمان ٢٠٣٠

خلق الله الحياة كلها وجعلها آية من آياته، فجعل الإنسان خليفته في أرضه ، وذلك بعمارتها لما يحقق السعادة للإنسانية وكرامتها .
الناس ليسوا على درجة واحدة في تحقيق الاهداف والغايات ، هناك من تحركهم نواياهم الحسنة إلى الجد والاجتهاد في خدمة الانسانية بغض النظر عن اللون والانتماء ، فهم الرجال الصادقون الأوفياء .
والآخرون هم الفاسدون المفسدون ، لايرون الشمس في رابعة النهار ، فهم في سبات عميق .
لقد وقف الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – حاملًا راية الإصلاح بعد ما فسدت الجزيره العربية ، وعاشت في تفرق ونزاع ، فأعاد للجزيرة وحدتها وبناء هيكلها ، وأرسى قواعد السلام والاستقرار فيها ، وجعلها مملكة الانسانية ، والعدل والإنصاف ، تحت مسمى ( المملكة العربية السعودية) .
اتخذ الملك عبد العزيز – رحمه الله- القرآن والسنة منهجا للحياة فيها ، فتحقق الرخاء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي ، وصارت من الدول التي تحظى بتقدير واحترام لدى المجتمع الدولي ، وذلك لاحترامها بالقرارات الدولية.
ولم تقف المملكة بعيدة عن القضايا العادلة العالمية والاقليمية والإسلامية نظرا لمكانتها العظيمة التي منحها المولى -سبحانه وتعالى – لها بخدمة الحرمين الشريفين، بل وقفت لدعمها وأعظمها القضية الفلسطينية.
وجاء أولاده من بعده على خطى الملك المؤسس مقتدون ، وعلى نهجه سائرون ، إلى أن جاء هذا العهد الميمون مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
إنه عهد يبعث الأمل في النفوس للمستقبل القريب بنجاح سعودي باهر في شتى المجالات ، وما تحققت من انجازات لدلالة واضحة على دقة التنظيم وحسن التخطيط من القيادة السعودية الرشيدة..
من هنا وقف الشاب الطموح ، من جمع بين الحزم والعزم ، صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لينادي برؤيته الثاقبة ٢٠٣٠م للملكة العربية السعودية في تحقيق العيش المبارك للمواطن والمقيم والزائر ، وهو حلم شخصية ثقافية سياسية تؤمن بالتفاؤل لأن ذلك من خلق المسلم .

بدأت شجرة الرؤية تؤتي أكلها ، فانهزم الفكر الإرهابي ، وتم إقامة الحج الاستثنائي خلال عامين كاملين بأعداد محدودة من المقيمين والمواطنين بسبب فيروس كورونا .
وبعد النجاح الذي حققته السعودية تجاه أزمة كورونا ، بدأت عودة الأمور تدريجيا ، وأهمها حركة السياحة السعودية بعد فترة طويلة بسبب الأزمة التي هددت العالم بأسره .
وجاء موسم الرياض : وهو مهرجان ترفيهي عالمي يقام في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، ويهدف لتحويلها إلى وجه ترفيهية سياحية عالمية ، وفقًا لأهداف (برنامج جودة الحياة ) أحد برامج رؤية السعودية ٢٠٣٠م .
انطلق موسم الرياض للمرة الأولى في العام ٢٠١٩م واستقطب أكثر من ١٠ ملايين زائر ، وانطلق موسمه الثاني في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢١م بعد توقفه عام ٢٠٢٠م بسبب جائحة كورونا.
منذ الحظات الأولى من انطلاقة موسم الرياض ٢٠٢١م حقق الحدث نجاحا وتميزا في حفل استثنائي حضره جمهور ضخم ، تجاوز عدده نصف مليون مشارك ، وتابعه الملايين عبر البث المباشر في عدد من القنوات التلفزيونية ، والمواقع والحسابات الإلكترونية.
فلقد كان الزائر سابقا للملكة العربية السعودية كانت زيارته في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، واليوم بعد صدور تأشيرة الزيارة الإلكترونية السعودية على الانترنت أو الى عين المكان في جميع مطارات المملكة سهل الأمر على الزائر زيارة المملكة بكاملها بما في ذلك المواقع الأثرية والسياحية مثل موسم الرياض.
موسم سياحي يعطي صورة جميلة للسعودية أ مام العالم لكون الرياض من العواصم العالمية الكبرى كثافة سكانية وعمرانية ، فبحضور الشخصيات الشهيرة على مستوى العالم ، وجمع انواع الأطعمة من مختلف أنحاء العالم ، والعروض والازياء والموسيقى النابضة بالإيقاعات العالمية رسالة سعودية محتواها الانفتاح في ظل رؤية سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله.

بقلم الشيخ : نورالدين بن محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الاسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button