منهج قرآني ..
قال -عز وجل- في محكم كتابه:
(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ)
سؤالي اليوم للشباب وللسواعد المتعلمة الفاعلة والمستعدة؛ لخوض ضمار الحياة العملية.
كل طامح للعمل يواجه السيناريو المعتاد
نتخرج
نبحث
جاهزية مسبقة للمقابلات الشخصية
أسئلة
إجابات
لهفة للعمل
ثم ماذا؟
***
كل صاحب عمل، ومن يقوم مقامه يعلم ما يريد إلا أن توجههي هنا للباحث عن العمل ماذا يريد؟
هل السعي فقط للانضمام لأي مجال، والهدف مخصص مالي شهري وفقط
وإن لم يكن هذا هو الهدف فلماذا يطمح طالب العمل؟
وماهي آلية تحقيق هذا الطموح؟
***
لن أخفيكم علمًا أني واجهت آراء عدة من شخصيات مختلفة، واستبينت منظورهم مما لمسوه عن الشباب في بيئة العمل.
كثيرًا ممن يعمل لا يتمتع بشرطي الآية الكريمة (القوي – الأمين).
إلى ماذا ترمز هذه الصفات؟
التخصص – المهارة – القدرة على الابتكار – مشاركة الجماعة- العمل بجد – وطلب المساندة إن استعصى الأمر أو تراخى نسبيًا.
علاوة على (الأمانة) التي هي أساس كل شيء، وقد عرضها الله جل في علاه على السماوات والأرض: (فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان).
أمانة المكان – أمانة العمل – أمانة الجهد – وأمانة الحفاظ على ما استؤمن عليه.
وأمانة المقايسس التي قد تختبئ بين سطور العهد العملية.
موضوع شائك وعميق، ودسم للغاية.
***
حينما أراد الله-عز وجل- أن يصف ويضع منهجية واضحة لاختيار الموظف، اختصرها بكلمتين إلا أنها تحمل ما يكفي من المعاني والمسؤولية؛ لتوجيه الأرض بأكملها لأداء الناجح.
سؤالي لنا نحن العاملين في كل القطاعات:
هل فكرنا يومًا بما نعمله لنصل لما نصبو إليه؟ وإن فكرنا وأمعنّا .. ترى ما هي مقاييس هذا التفكير؟
قد أحدد أن التفكير الرائج (ربما) أن العمل بقدر ما أتلقى من راتب .. أو سياسة (راعي تراعى) أو (لم لا يخصص صاحب العمل من دخله جزءًا بسيطًا؛ لتغطية احتياجات الموظفين واكتفائهم بمدخولاتهم) أو .. أو .. وقد ينصب جم التفكير على أنانية أصحاب الأعمال أو ربما عدم إحساسهم بمن هم يعملون معهم ..
عادةً الغضب يعمي الرؤيا، والمؤكد أن قلة راضية عن ما تكسب مقابل ما تعمل.
فمعظم العاملين يعتقدون أنهم لم يقصروا.
وأنا هنا لا أحاكم .. ولا أوجه أي اتهام، وإنما أفكر بصوت مسموع معكم، علَنا نصل لنقطة قد تقترب بنا من أهدافنا.
***
هدفي أن يحقق لي عملي، فاعلية مجتمعية ملموسة، وكذلك أن أجد فرصتي لإثبات ذاتي.
وأهدف أيضًا أن أجد ما يكفل لي ولأسرتي حياة كريمة من أساسيات ورفاهية ومدخر ارتكز عليه يومًا ما.
وأهدف أن أظل أتعلم، وأعمل وكلي شغف بكل جديد أواكب فيه التطور والتقدم، وأستنتج كل فكر جديد وأجاريه.
***
سقف الطموحات لاينتهي
والله تعالى شرط الوصول الى الهدف المنشود بالعمل الدؤوب.
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
هل العمل مقصور على العبادة؟
كل أمر في غير معصية الله عباده؟
العمل عبادة – الإخلاص عبادة – النصح عبادة – طلب العلم – وحتى السعي للرزق عبادة.
إلا أنه لا عمل متقن بلا إخلاص، وأساس الإخلاص كلمة واحدة الكل يسعى لها ..
(الأمانة).
***
وهنا نسأل:
ماهو أقصى طموح الإنسان؟
قد يرجعه البعض لنظرية “هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية” وقد نتساءل هل هو:
الحب
المال
الأبناء
الجاه
النفوذ
قد تتفاوت الإجابات
إلا أني أجزم أن الجميع يبحث عن (الأمان).
كلمة واحدة من أربعة أحرف … وإن عدنا لمرجعها سنجد (الأمانة) هي مقياس كل شيء.
مقياس لحفاظ الإنسان على قيمه – دينه – أهله – صداقاته- علاقاته الإنسانية – وحتى لوائح وقوانين الحياة.
***
نحن حسيب رقيب على أنفسنا
ومابقي … أن نثبت ذلك لمن يعتمدون علينا، ويضعون بين أيدينا أماناتهم.
نحن قادرون أن نكون القدوة، وتيار الحياة لن يزيدنا سوى تمسك بقيمنا ومبادئنا
ومهما تداول البعض .. من رواج الأفكار السيئة، وأخلاقيات العمل المتردية، والقيم المادية والاستهلاكية والاستعراضية المدمرة … سنثبت لهم أننا بالفعل (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ).
——————-
@ReemFaleh8
كلام منطقي وواقعي ورائع
سلمتي وسلمت يمناك
أحسنتي ومهم جدآ ان يعرف القادم على الحياة العملية ماذا يريد ؟ وأفضل شي ما قدمتيه من آيات قرآنية تفيد بأن العمل أمانه ولابد من الحفاظ عليها .
اجدت استاذه ريم، حين استقيت بان اهم مواصفات شروط طالبي العمل: القوي، الامين. وليت مقالك يرسل لكل طالبي العمل ليعلموا ان هذه من حقوق العمل عليهم قبل ان يفكروا في الراتب والمنصب.
تسلم أناملك كلام سليم ?