عبدالرحمن العامري

ليته استعان بصديق؟!

تصاعدت تداعيات تصريحات اللبناني “جورج قرداحي”، والتي أحدثت ضجة كبيرة، واستياءً عربيًا وإسلاميًا واسعًا أعقبها اعتذار باهت قدَّمه “القرداحي” ظنًا منه أنه ما زال في أروقة برنامجه “المسامح كريم”، وما علم أن تلك التصريحات التي نعق بها في ذلك اللقاء الحواري إنما كشفت عن القناع الذي كان يلبسه طوال سنواته الإعلامية المزيفة؛ حيث انطبق عليه ذلك المثل الشهير الذي يقول: (سكت دهرًا ونطق كفرًا)، فما أن أصبح وزيرًا للإعلام اللبناني حتى أصابته لوثة الفكر الإيراني التي جعلته يتنكر للخليج قيادة وشعبًا الذين صنعوا منه إعلاميًا يُشار إليه بالبنان، جعلته بين عشية وضحاها وزيرًا لإعلام لبنان؛ حيث جاءت تلك التصريحات الخبيثة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ مسيئة لجهود للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقة الرامية لدعم الشرعية في هذا البلد الذي بات يئن تحت وطأة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران وكذلك الحد من أطماع طهران، وخبث نوابها التي باتت واضحة للعيان لكل دول الجوار.

وهذه ليست هذه المرة الأولى التي تحدث فيها ضجة إعلامية كبرى على إثر الإساءة لوطننا الحبيب من طرف عضو بحكومة لبنان؛ فقد نعق قبله بأشهر قليلة وزير الخارجية اللبناني “شربل وهبة” في حوار تلفزيوني تخلله مشادة كلامية مع أحد المحللين السياسيين السعوديين أثناء استضافتهما في لقاء على قناة “الحرة” الأمريكية؛ حيث وجَّه “وهبة” إساءات للسعودية وشعبها الأبي فكانت تصريحاته تلك بمثابة الضربة القاضية التي جعلته يقدم استقالته غير مأسوف عليه؛ نتيجة للضغوط التي تعرض لها بعد تلك التصريحات التي تكشف يومًا بعد يوم أن حسناء العالم شُوّهت ملامحها، ولن تفلح العشرات من عمليات التجميل في تحسين الصورة السياسية التي جعلت من لبنان عجوزًا عقيمًا لا تتذكر سوى الذكريات المؤلمة لتلك القوى الطائفية التي باتت تتسابق إلى نحر لبنان من الوريد إلى الوريد !

فآه وألف آه من أولئك الناعقين الذين لا يميزون بين الصديق والعدو، ولا بين من هو صادق في علاقاته وبين من هو منافق كذاب، ولا بين من يمد يد العون وبين من هو جاثم على الوطن ويقطع في أوصاله. وآه من هذه التناقضات السياسية التي جعلت المجتمع اللبناني يصبح في مهب الريح؛ حيث أصبحت تعقيدات المشهد اللبناني تزيد من صعوبة قراءة المستقبل لهذا الجزء الغالي من الوطن العربي، فكل شيء في لبنان أصبح قابلًا للانفجار في أي لحظة لذلك ينبغي على العقلاء والشرفاء من الشعب اللبناني أن يقفوا وقفة حاسمة وقاطعة في وجه كل خائن للبنان، من أجل استعادة بلدهم، وتكوين دولة وطنية ذات سيادة ووحدة، لا دولة تبعية تحركها التيارات والأحزاب التي قضت على كل جميل في لبنان .

وختام القول..فإنه إذا ما رجعنا إلى قراءة فاحصة لكل الأزمات التي مرَّت بها لبنان الشقيقة؛ فإننا حتمًا سنكتشف أن تلك التصريحات غير المسؤولة التي أطلقها ابن القرداحي ماهي إلا واحدة من عشرات المشاكل السياسة التي خلقتها تلك الأحزاب الطائفية داخل لبنان، فمن يطلق ألفاظًا كبيرة وهو لا يعرف معناها إما لجهله بالسياسة، وإما تنفيذًا لما تؤدلجه له أحزاب الشيطان الذين ربما سيطروا على عقل ابن “القرداحي” قبل ذلك اللقاء المشؤوم فكان الجاني على نفسه بسوء قوله عندما كشف لسانه سوء نيته؛ فأحرج دولته، وكتب نهايته الماحقة بعثرة لسانه.

وخزة قلم:
ليت ابن “القرداحي” استعان بصديق قبل أن يخسر عروبته، وهو ما زال في بداية الطريق.

Related Articles

One Comment

  1. سلمت أناملك ابا احمد
    كعادتك مبدع دوماً
    استمتعنا بقراءة هذا المقال
    لاعدمنا ابداعك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button